العروبة والاسلام، انطلاقا من مقولة ابن خلدون "اذا عربت خربت" و من مقولة المؤرخ البريتاني هوبل ، اذا اردت ان تسيطر على شعب ما

الحمد للعقل السليم الذي
اخترق التناقضات، وحرر البشر من الخرفات إلى نور العلميات، والشكر الجزيل
للمتنورين الأحرار السابقين الى الادينية والدعات اليها، الذين بفضلهم ما
كنا لنتحرر لولا مؤلفاتهم. فأما بعد يا اصدقائي فموضوع هذا المقال: العروبة
والاسلام، انطلاقا من مقولة ابن خلدون "اذا عربت خربت" و من مقولة المؤرخ
البريتاني هوبل ، اذا اردت ان تسيطر على شعب ما ابدأ باستبدال ثقافته
بثقافة غيرها، وتاريخه بتاريخ غيره ولغة غير لغته. واجعله يتقبل كل هذا،
عند ذاك ينسى ذلك الشعب من هو وينساه العالم. لنرى كيف انه بمجرد استبدال
ثقافة شعب ما بثقافة ولغة وتاريخ غريب عنه يبقى هذا الشعب تائه وبدون
علامات يهتدي بها، مما ينتج فيه ازمة هوياتية تجعله في صراع دائم مع داته.
هذا الصراع ناتج عن احتكاك ثقافتين مختلفتين داخل الفرد، وغالبا ما تكون
الثقافات متناقضة فيما بينها، لا بد للواحدة ان تترك مكانها للأخرى، وفي
حالة ما إذا كانت الثقافة الغريبة عن ذلك المجتمع هي من تسيطر، ستعرقل
ديناميكية ذلك الشعب لسنين وسنين ربما لقرون قبل ان يجد من جديد علامات
اهتداء. وهناك دافع سوسيولوجي يجعل الثقافة الاصلية تتراجع لترك مكانها
للثقافة الدخيلة، وهو هشاشة ذلك المجتمع لسبب ما، يمكن ان يكون سياسيا كما
يمكن ان يكون نتيجة عوامل طبيعية من جفاف ووباء... سيمكن تلك الثقافة
الدخيلة كما قلنا من الهيمنة لوقت موجز. لانه عادة ما تلك الشعوب حال
بلوغها القعر تبدأ في الصعود إلى سطح الوجود. فمن ضمن تلك
الشعوب التي استطاعت ان تفرض وجودها من جديد بعد قرون من الغرق. شعب
اسرائيل. ما حققوها من نجاح خلال 62سنة من الاستقلال ليس إلا نتيجة للعودة
إلى الاصل بكل ابعاده سواء الدينية او التاريخية او الجغرافية...، واسرائيل
ليست وحدها انما المثل المشهور فقط، فإذا اخذنا مثلا اخر كماليزيا
سنغافورة اندونيزيا توركيا ايران هذه الدول تاتي في مقدمة الدول المصدرة
ولو ان بعضها ليس له بترول فمع ذلك تحقق انتاج هام جدا. والقاسم المشترك
بين هذه الدول هو انها لم تتعرب.وانا متيقن انه لو لم تؤسلم لإحتلت المراتب
الأولى مع الولايات المتحدة الاتحاد الاوروبي الصين اليبان كوريا، بلدان
كذلك حافضوا على تقافاتهم الأصل. اما نحن في البلدان العربية ، فصحيح انه
لسنا في حالة يرثى لها من ناحية الصادرات. بالطبع هناك البترول يجعل
السعودية الجزائر ليبيا في الصف ما قبل الستين،لكن ماذا غير البترول ، ومن
ينتجه حقا ؟ وما الفرق بين المغرب واسبانيا سواء مناخيا جغرافيا عرقيا.. ؟
الفرق هو ان اسبانيا احتفضت بهوياتها المختلفة الاصلية، ولم تسعى الى توحيد
لغاتها ولا شعوبها، ولا فرض اي دين معين، البعض سيقول ان سبب ازدهارها هو
دخولها الاتحاد الاوروبي، نعم ساهم الاتحاد الاوروبي في تقدمها عمرانيا،
لكن قبل هذا كانت مؤهلة لكل الشروط المفرضة، واولها الديموقراطية التي لا
يطبقها المغرب بسسب نهجه الامبيريالي العرب اسلامي. ورغم ذلك فالمغرب
يتلقى تقريبا نفس المساعدات من الاتحاد الاوروبي كتلك التي تتلقاها
اسبانيا. فلمذا اسبانيا ازدهرت والمغرب ليس بعد؟؟ ما السبب؟ السبب كما قلنا
اعلاه هو هذا الصراع الموجود عندنا في المغرب بين انفسنا، هذا الصراع الذي
زرعه فينا الاسلام بتدخله في كل صغيرة وكبيرة من حياتنا وتحريمه لأغلبية
العادات وتقاليد المغرب. مما جعل المغرب اليوم ينقسم الى اثنين، من محافض
جد محافض، إلى متفتح جد متفتح عن الغرب إلى درجة ان كل ما هو مغربي من لباس
واكل وموسيقى يحدث له احراجا قويا وشعورا بالسخافة. رغم ان هذه التقاليد
والعادات هي من تجلب تقريبا 10مليون سائح فهذا لا يقنعه انها جميلة،لأن
ثقافة ما مرت من هنا ورسمت في لا شعوره انه ضال ومتخلف وسخيف...، فاليوم بل
وحتى مسلمي المغرب مصابون بهذه الازمة الهوياتية،فتجد ان المسلمات يرتدين
الحجاب بالطريقة الشرقية معتقدين ان اسلامهن هكذا سيكون احسن، بينما اصبحت
السبنية والشبكة عيب ورمز للتخلف، وحتى الحايك والجلباب واللثام المغربي لم
يسلم من هذا امام البرقع السعودي. وحال المغرب هذا هو حال كل البلدان
التي نهجت فيها سياسة التعريب التي قررتها الجامعة العربية كما قلت لأغراض
امبريالية، فكما بدأ يختفي من مصر وشاح زنوبة بدأ يختفي من تونس وشاح
جندوبة، ولا علاقة لهذا بالعولمة التي نعيشها بسبب التكنولوجيا انما غزو
فكري مبرمج ومقصود تصرف فيه ملايير البترودولار، من اجل الهيمنة والسيطرة
وإلغاء الآخر. فبينما الدول المتقدمة تعمل على انشاء قنوات تلفزية وجرائد
بلغات الاخرين للتعريف عن ثقافتها وتحبيبها. نحن تعمل دولنا على استقبال
الإعلام الاجنبي وتقريبه من المواطنين كي تتم عملية محي ثقافته اوستبداله
بأخرى غريبة ، فحين اكون في المغرب وامر بجانب كشك للجرائد، مذا ارى؟ الشرق
الاوسط ، القدس، الامة...، ولا اجد شيء عن البلدان الجد قريبة منا
كاسبانيا التي تفصلنا عنها 0كلم وليس 14، لكي لا ننسى ان لنا حدود برية
رسمية مع هذا البلد. الذي لا نعرف عنه اكثر مما نعرفه عن سوريا، التي تبعد
عنا ب 4000كلم، فكيف يمكن للفرد ان يكون سعيدا ليكون منتجا اذا كان عقله
في الشرق وجسده في الغرب ؟انا اعتقد ان الحل الوحيد المكن لإخراجنا من هذه
الأزمة، هو المصالحة مع دواتنا. عوض قضاء وقتك في البحث عن تبريرات تقنع
بها نفسك ان الاسلام والعروبة هي الحل كي لا تعيش غريبا وسط مجتمع عربي،
فكر في الشعوب التي ليست لها اهداف امبريالية في الدول الصغيرة كسويسرا
ليشتين اشتاين هلندا بلجيكا .. كيف لهذه البلدان وبقليل من الطاقة البشرية
استطاعت ان تفرض وجودها.. لأن شعبها سعيد وسعادته هي السبب في نشاطه
وانتاجه، . لحسن الحض ثقافتنا الاصلية لم تنقرض بعد، السريان الارام،
الكرد، النوبيون القبط، الامازيغ لا زالو موجودين وبكثرة في هذا الفضاء
المسمى عالم عربي. في رأيي يجب التقرب من هده الاثنيات، ليس لنصبح كورد او
فراعنة من جديد لكن هذا فيه نفع لابنائنا، فإذا صالحنا الاجيال القادمة مع
تاريخيهم ما قبل العروبة وهو التاريخ الاصلي ، العروبة دخلت باسلوب عنيف
فهي دخيلة، وفرضت على اجدادنا باساليب لا يمكن ان نقول عنها ترغيبة بل
ترهيبية. والان ما علينا الا ان نتقبل الهزيمة ونعمل على ان تحدث في
المستقبل نهضة فكرية تعددية مبنية على التئاخي والصداقة بين الشعوب وليس
على الهيمنة والسيطرة بالتحايل وقوة السيف الوهاج والبيترودولار. فابن
خلدون هذا العالم الذي تفتخر به العروبة اليوم نفسه هو كان مناهض
للتعريب، هو مؤسس علم الإجتماع ومبتكره قبل 8قرون ولا زالت ارائه تتأكد.
إلا انه للاسف الزمن الذي عاش فيه لم يمكنه من ان يقول ما قاله اكبر
سوسيولجي التاريخ المعاصر كلود ليفي شتروس عن التعصب الاسلامي انه يتخد شكل
لا شعوري يحسس المرأ بالدنب تجاه الاخر وعدم قبوله كما هو، حين لا يبحث
ان يغيره بنهج قاس.بل واخطر من ذلك يرفض وجود الاخر كآخر. مقتبس عن كتاب
المناطق الاستوائية الحزينة، ص466،ف7 فالاسلام والعروبة، من ضمن تلك
الاسلحة الخفية التي يهشون بها مجتمعنا لجعله ضعيف المناعة وتسهيل السيطرة
عليه. لتحقيق حلم ابو القومية العربية شكيب ارسلان ، لامبراطورية عربية
اسلامية تتولى مكان الامبراطورية العثمانية في دول شمال افريقيا. وهو
المؤثر المباشر في استقلايينا، من علال الفاسي وقادات الجبهة الوطنية
لتحرير الجزائر إلى بورقيبة التونسي. وهوم قاداتنا الروحييون في هذه
البلدان وفكرنا نسيج من خيوط فكرهم. فلن نستطيع الذهاب بعيدا بافكار
عنصرية كتلك لعلال الفاسي الذي كان يحث امازيغ المغرب على عدم
التمدرس.ونتيجة تعاليمه هذه هو ان المغرب بقي مشلولا خلال عقود عدة حتى
التسعينات. وكسب علال الفاسي الدوام في الحكم والسيطرة على المغرب لحزبه
القوموعربي دو التوجه الاسلاماوي.  ونسي هذا الشعب انه يشكل الاغلبية الساحقة في المغرب، وبالتالي نسيه العالم واعتبروا المغرب بلدا عربيا[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

العروبة و الاسلام رمز المسلم