منتديات ملتقى الأحباب | ©
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات ملتقى الأحباب | ©

منتدى تربوي تعليمي عام ملتقى كل العرب و الجزائرين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
FacebookTwitter

 

 قوله تعالى ( لقد من الله على المؤمنين )

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
said
المدير العام
المدير العام
said


✿ ملاحظة ✿ ✿ ملاحظة ✿ : قوله تعالى ( لقد من الله على المؤمنين ) Oja81011
قوله تعالى ( لقد من الله على المؤمنين ) Untitl11
جنسي ✿ جنسي ✿ : ذكر
نــقـــ ــاطـ ✿ نــقـــ ــاطـ ✿ : 2147498656
عـدد مساهـماتـيـ ✿ عـدد مساهـماتـيـ ✿ : 7486
مــ ـيلادي ✿ مــ ـيلادي ✿ : 20/03/1990
 تـاريخـ التسـجيلـ ✿ تـاريخـ التسـجيلـ ✿ : 21/08/2010
عــ ــمريـ ✿ عــ ــمريـ ✿ : 34
المـوقـــــ ع ✿ المـوقـــــ ع ✿ : الشرق الجزائري
 أحلى دولة أعيش فيها ✿ أحلى دولة أعيش فيها ✿ : قوله تعالى ( لقد من الله على المؤمنين ) Jazaer10
قوله تعالى ( لقد من الله على المؤمنين ) Untitl12
مشروبي المفضل ✿ مشروبي المفضل ✿ : قوله تعالى ( لقد من الله على المؤمنين ) Cola
متصفحي ✿ متصفحي ✿ : قوله تعالى ( لقد من الله على المؤمنين ) 211
حقوق المنتدى حقوق المنتدى : قوله تعالى ( لقد من الله على المؤمنين ) L_php110

قوله تعالى ( لقد من الله على المؤمنين ) Empty
مُساهمةموضوع: قوله تعالى ( لقد من الله على المؤمنين )   قوله تعالى ( لقد من الله على المؤمنين ) I_icon_minitimeالسبت أغسطس 10, 2013 10:00 pm

ألمِنّة
( اعداد فصيح المنشاوى )
هناك فرق بين النعمة والمِنّة فالنعمة هي ما ينعم الله تعالى به على عباده
أما المِنّة فهي النعمة الثقيلة التي تغيّر حالة العبد تغيراً كاملاً للاحسن وليس وراءها نعمة.
منّ الله تعالى علي المسلمين بمنتين:
المنّة الأولى: - (يَمُنّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُواْ قُل لاّ تَمُنّواْ عَلَيّ إِسْلاَمَكُمْ بَلِ اللّهُ يَمُنّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلإِيمَانِ إِنُ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) الحجرات 17
ما من نعمة أعظم من الإيمان لأنها غيّرت حياتنا بالكامل إلى الأحسن كنا مشركين فمنّ الله تعالى علينا وجعلنا موحدين ومؤمنين وهذه منّة عظيمة .
المنة الثانية: - (لَقَدْ مَنّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مّنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكّيهِمْ وَيُعَلّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مّبِينٍ) آل عمران 164
مولد النبي منة عظيمة فما هي دلالة الآية على ما نحن فيه؟
وإذا ذكّرك المُنعِم بالنعمة دائماً فهي المِنّة وهذا التذكير مذموم من العبد ومحمود من الله تعالى.
ذكر الله تعالى في القرآن الكريم أنه منّ على الأنبياء والمرسلين كما في قصة يوسف قَالُوا أَئِنَّكَ لأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ 90 يوسف منّ تعالى على يوسف وأخيه من التدبير العظيم والكيد الذي لا يصوغه إلا الله تعالى وهذا من ولادته إلى محاولة رميه في البئر من إخوته إلى بيعه إلى أن أرسله الله تعالى نبياً إلى أن صار مسئولاً عن خزائن مصر.
وكذلك منّ تعالى في القرآن الكريم على بني اسرائيل كما جاء في قوله تعالى وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ 5القصص والمنة هنا هي انقاذ الله تعالى لبني اسرائيل من فرعون وما تبعها وكذلك منّ الله تعالى على موسىوَلَقَدْ مَنَنَّاعَلَيْكَ مَرَّةًأُخْرَى 37 طه)
من أسماء الله الحسنى ( المنّان )
اسم ( المنان ) لم يرد في القرآن الكريم ولكنه ورد في السنة المطهرة ورد هذا الاسم في سنن أبي داود من حديث أنس رضي الله عنه أنه كان مع رسول الله رجل يصلي ثم دعا فقال هذا الرجل ( اللَّهمَّ إني أَسأَلُكَ بِأنَّ لَكَ الحمدَ لا إِلهَ إِلا أنْتَ المَنَّانُ بَديعُ السَّمَواتِ والأرضِ ذو الجَلالِ والإِكْرَامِ يا حَيُّ يا قَيُّومُ فقال رسولُ الله لأصحَابِهِ أتَدرونَ بمَ دَعَا ؟ قالوا اللهُ ورسولُهُ أعلم قال والذي نفسي بيده لَقَدْ دَعا الله باسمه الأعظم الذي إِذَا دُعِيَ به أَجَابَ وإِذَا سُئِلَ بِهِ أعْطَى ) هذا النص النبوي الشريف الصحيح ينقلنا إلى اسم الله الأعظم الذى إذا دعوت به أجابك وإذا سألت به أعطاك
وقد اختلف العلماء حول اسم الله الأعظم بعضهم قال الرحمن بعضهم قال الرب وفي هذا الحديث اسم الله الأعظم ( المنان ) .
وهناك من العلماء من يجتهد في أن اسم الله الأعظم هو الذي أنت بحاجة إليه فإذا كان العبد مريضاً فاسم الله الأعظم هو الشافي وإذا كان العبد فقيراً فاسم الله الأعظم هو الرزاق وإذا كان العبد مقهوراً فاسم الله الأعظم المنتقم وإذا كان العبد ضعيفاً فاسم الله الأعظم هو القوي أسماء الله كلها حسنى وصفاته كلها فضلى والله عز وجل يقول ( وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) الأعراف 180
لهذه الآية معان كثيرة من معاني هذه الآية لن تستطيع أن تدعو الله إلا إذا توسلت إليه بكمال مشتق منه تريد أن يجيبك الرحيم ؟ كن رحيماً تريد أن يستجيب لك ؟ كن عادلاً تريد أن تلبى دعوتك ؟ كن منصفاً ﴿ وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ﴾
فلذلك اسم الله الأعظم موضوع خلافي المتفق عليه أن اسم الله الأعظم إذا دعوت به أجابك وإذا سألت به أعطاك .
حظُّ المؤمن من الدعاء ليس الاستجابة لكن حظك من الدعاء الاتصال بالله لأن الله عليم يجيبك ولم تدعه ولا يجيبك ولو دعوته كيف ؟
يجيبك ولو لم تدعه إذا كانت الإجابة خيراً في حقك ولا يجيبك ولو دعوته إذا كان مضمون دعائك ليس في صالحك فكثيراً ما يدعو الإنسان ربه كمن يطلب من أبيه أداة حادة لجرح أخيه عندئذٍ لا يستجيب له فقال علماء التفسير حظك من الدعاء ليس أن يجيبك الله بل أن تتصل به لأن الله سبحانه وتعالى جعل حاجاتنا عنده وأمرنا أن ندعوه كي نتصل به كي نذوق حلاوة القرب .فالمؤمن كما قال وهو في الطائف ( إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي ولك العتبة حتى ترضى لكن عافيتك أوسع لي ) الطبراني عن عبد الله بن جعفر( عَجَبا لأمر المؤمن ! إنَّ أمْرَه كُلَّه له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابتْهُ سَرَّاءُ شكر فكان خيراً له وإن أصابتْهُ ضرَّاءُ صَبَر فكان خيراً له وليس ذلك لغير المؤمن) رواه مسلم عن صهيب الرومي
2 ـ معنى ( المنان ) في اللغة صيغة مبالغة مِن الفعل منّ يمُن مَناً وان لك لاجرا غير ممنون سورة القلم3 أي غير محسوب أوغير مقطوع أو غير منقوص هناك معان دقيقة لمنّ منّ يمن مناً اسم المبالغة ( المنان )على وزن فعّال إن اسم الله إذا جاء بصيغة المبالغة فيعني مبالغة في الكمّ أو في النوع فالله عز وجل إذا قلت يا غفار فإنه يغفر أكبر ذنب تتصوره وإذا قلت يا غفار فيغفر مليون ذنب والصلح مع الله يتم بلمحة واحدة والدنيا ساعة فاجعلها طاعة والصلح سريع .
هذه الدنيا أعطاها الله لمن يحب ولمن لا يحب أعطاها لقارون وهو لا يحبه وأعطاها لسيدنا عثمان بن عفان كان غنياً وهو يحبه أعطى الدنيا لمن لا يحب أعطاها لفرعون وأعطاها لنبيه الكريم سليمان لأن الدنيا تنتهي بالموت فلا تعد عطاءً يليق بكرم الله .
لذلك المنن النعم الثقيلة لا تصح حقيقة إلا بنعم الله وأكبر نعمة يمكن أن تصل إليها نعمة الهدى لأن المال عرض حاضر يتوقف القلب فتصبح كل أموالك المنقولة وغير المنقولة للورثة في ثانية كان إنسان ملء السمع والبصر فأصبح خبراً على الجدران يقال فيه: رحمة الله عليه كان إنسانا فصار جثة فصار خبرًا فلذلك لا يليق بكرم الله أن يكون عطاءه منقطعاً والدنيا دار انقطاع لذلك الموت ينهي غنى الغني ينهي فقر الفقير ينهي قوة القوي ينهي ضعف الضعيف ينهي وسامة الوسيم ينهي دمامة الدميم ينهي صحة الصحيح ينهى مرض المريض
فلذلك المنن النعم الثقيلة ولاتصح حقيقة إلا بنعم الآخرة(ومن يطع الله ورسوله فقدفازفوزاعظيما ) الأحزاب71 كما قال الإمام علي رضي الله عنه الغنى والفقر بعد العرض على الله
لكن ( المنان ) هو الذي يقدم لك نعمة ثقيلة وعلى الحقيقة هي نعم الله عز وجل ولكن هناك مَن يمنّ عليك يقول لك لحم كتفك من خيري هذا منٌ بالقول وهو مستقبح وهناك منٌ بالعمل أن يعطيك أن يملكك أما المنّ بالقول فمستقبح ولكن العلماء أجازوه في حالة نادرة حينما تُكفَر النعمة
أعلمه الـرماية كل يوم *** فلما اشتد ساعده رماني
وكم عملته نظم القوافي *** فلما قـال قافية هجاني
المنّ حقيقة بالفعل لا يليق إلا لله أما المنّ بالقول فيفعله معظم السفهاء لذلك (لاتبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى) البقرة264 هناك إنسان كلما فعل خيراً يذكره إذا أعطاه ثيابا هل أنت مرتاح إن شاء الله وهل القياس مناسب ؟ يقولها أمام الناس .﴿ لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى ﴾
المنّ القولي مستقبح إلا في حالة نادرة إذا كُفرت النعمة حينما وجد الأنصار أنفسهم في لعاعة من الدنيا تألف النبي بها قوماً ليسلموا ووكلهم إلى إسلامهم قال( ألم تكونوا ضلالاً فهداكم الله بي ألم تكنوا عالة فأغناكم الله ) أخرجه الطبراني عن عبد الله بن عباس )
فلذلك المنّ مقبول في حالات نادرة حينما ينسى الإنسان الخير ينسى العطاء فيذكره غيرُه به.
2 ـ فضل الله وعطاءه ببعثة النبي
من معاني المنّ قوله تعالى ( لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوعَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ والْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ )164 آل عمران أكبر عطاء هذا النبي العظيم ( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا ) يونس58
أما المنّ القولي ـ دققوا : (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلاِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) 17 الحجرات الله منّ عليكم بالعطاء وأنتم تمنون بالقول والمنّ القولي مستقبح وهو يذهب أجر العمل الصالح فإن فعلت خيراً يجب أن تنساه إلى الأبد وكأنك لم تفعل شيئاً والأكمل إذا فعل معك معروف ينبغي ألا تنساه ما حييت أكمل موقف بمن أحسنت إليه ألا ينسى هذا الفضل أن يذكر هذا الفضل ( ولاتنسوا الفضل بينكم ) البقرة 237 وأكمل موقف لمن أحسن أن ينسى
أيها المحسن كان من الممكن أن تكون أحد المنتفعين وأن تقف في طابور طويل تنتظر الدور لقبض مبلغ يسير مع التوقيع المهين ولكن الله أكرمك بأنك تعطي ولا تأخذ .
حينما تعطي يجب أن تذوب لله شكراً أنه سمح لك أن تعطي والعطاء والأخذ لا علاقة له بالذكاء قد تجد إنسانا قمة في الذكاء ومع ذلك هو فقير يضطر أن يسأل ويتذلل وإنسان آخر أقلّ ذكاء وأقلّ فهما لكن الله رزقه فإذا أعطيت يجب أن تذوب شكراً لله أنه سمح لك أن تعطي ولم يلجئك إلى أن تأخذ .
3 ـ المنّان يعطي قبل السؤال :
( المنان ) هو الله عز وجل و( المنان ) ذو الهبات العظيمة والعطايا الوافرة الذي ينعم ويبدأ بالنوال قبل السؤال فمن كمال الله عز وجل أن يعطي قبل السؤال ويعطي من دون سؤال .
هذا يذكرنا بما قلته قبل قليل : حظك من الدعاء الاتصال لأن كرم الله يقتضي أنه يعطيك ولم تكن سائلاً وقد تسأله ولا يعطيك إن كان هذا العطاء ليس في صالحك لأن الله عز وجل لا يفعل إلا ما هو خير لك ( قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير انك على كل شئى قدير ) آل عمران26
لم يقل : والشر أي أن عطاءك خير ومنعك خير إعزازك خير وإذلالك خير لكن العلماء قالوا لا ينبغي أن تقول الله ضار ينبغي أن تقول الضار النافع لأنه يضر لينفع لا ينبغي أن تقول الله الخافض هو يخفض ليرفع لا ينبغي أن تقول الله المذل هو يذل كي تتوب إليه عندئذٍ يعزك الله عز وجل يعطي من دون سؤال ولله المنة والفضل ولا منة لأحد عليك وهو المحسن إلى العبد والمُنعم عليه ولا يطلب جزاء ( ولاتمنن تستكثر ) المدثر6 لا تمنن من أجل أن تستكثر الرد
أحيانا يدعي إنسانٌ الذكاء يقول أنا الآن أخدمه لكن أنا لي مصلحة معه أخدمه لكن أنتظر منه في وقت ماأن أسترد هذه الخدمات عطاء كبيرا هذا معنى قول الله عز وجل﴿وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ﴾ لكن الله سبحانه وتعالى يمنحك كل شيء ولا يطالبك بشيء .
الإمام البخاري رحمه الله تعالى روى حديثاً رائعاً عن معاذ بن جبل قال كنت ردف النبي (( قال يا معاذهل تدري ما حقُّ الله على العباد ؟ قال قلت الله ورسوله أعلم سأله ثانية وثالثة قال فإن حقَّ الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً) أخرجه البخاري ومسلم والترمذي عن معاذ بن جبل أنت حينما تعبد الله تؤدي واجب العبودية وهذا من حق الله عليك ( ياايها الناس اتقوا ربكم الذى خلقكم )النساء 1( يا معاذ هل تدري ما حقُّ العباد على الله ) كيف بإله عظيم يعطي إنساناً ضعيفاً حقاً عليه ؟!
خاتمة: قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ حينما ادعى من ادعى وقال (نحن ابناء الله واحباؤه) المائدة18 رد الله دعواهم ( قل فلما يعذبكم بذنوبكم ) استنبط الإمام الشافعي رحمه الله تعالى أن الله لا يعذب أحبابه مستحيل وألف أَلف مستحيل أن يُعذب الله أحبابه فإذا أحببته إذا أطعته إذا أخلصت إليه إذا نصحت عباده ولم تبنِ مجدك على أنقاضهم ولا غناك على إفقارهم ولا عزك على إذلالهم وكنت خادماً لهم ونصحتهم ولم تلقِ في قلوبهم الخوف ولم تبتز أموالهم ولم تفضح ثغراتهم إذا كنت محسناً فإن الله يحبك وإذا أحبك ألقى محبتك في قلوب الخلق فلذلك( يا معاذ حقُّ العبادعلىالله إذاهم عبدوه أن لايعذِّبهم )
- (يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَتَبَيّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَىَ إِلَيْكُمُ السّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدّنْيَا فَعِنْدَ اللّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مّن قَبْلُ فَمَنّ اللّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيّنُواْ إِنّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً) [سورة: النساء - الأية: 94]
- ( ولقد مننا على موسى وهارون وَنَجّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ وَنَصَرْنَاهُمْ فَكَانُواْ هُمُ الْغَالِبُونَ) الصافات 114: 116
- (قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن نّحْنُ إِلاّ بَشَرٌ مّثْلُكُمْ وَلَـَكِنّ اللّهَ يَمُنّ عَلَىَ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَآ أَن نّأْتِيَكُمْ بِسُلْطَانٍ إِلاّ بِإِذْنِ اللّهِ وَعلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكّلِ الْمُؤْمِنُونَ) إبراهيم11
- (إِنّ فِرْعَوْنَ عَلاَ فِي الأرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَآئِفَةً مّنْهُمْ يُذَبّحُ أَبْنَآءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ وَنُرِيدُ أَن نّمُنّ عَلَى الّذِينَ اسْتُضْعِفُواْ فِي الأرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ) القصص 4: 5
- (فَسَخّرْنَا لَهُ الرّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَآءً حَيْثُ أَصَابَ وَالشّيَاطِينَ كُلّ بَنّآءٍ وَغَوّاصٍ وَآخَرِينَ مُقَرّنِينَ فِي الأصْفَادِ هَـَذَا عَطَآؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) ص 36: 39
- (فَإِذَا لَقِيتُمُ الّذِينَ كَفَرُواْ فَضَرْبَ الرّقَابِ حَتّىَ إِذَآ أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدّواْ الْوَثَاقَ فَإِمّا مَنّا بَعْدُ وَإِمّا فِدَآءً حَتّىَ تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَآءُ اللّهُ لاَنْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَـَكِن لّيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَلَن يُضِلّ أَعْمَالَهُمْ) محمد 4
- (يَأَيّهَا الْمُدّثّرُ قُمْ فَأَنذِرْ وَرَبّكَ فَكَبّرْ وَثِيَابَكَ فَطَهّرْ وَالرّجْزَ فَاهْجُرْ وَلاَ تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ وَلِرَبّكَ فَاصْبِرْ) المدثر 1: 7
- (إِلاّ الّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ) الإنشقاق 25
(رَبّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مّنْهُمْ يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكّيهِمْ إِنّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ) البقرة 129
(كَمَآ أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مّنْكُمْ يَتْلُواْ عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكّيكُمْ وَيُعَلّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلّمُكُم مّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ) البقرة 151
(وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمّتْ طّآئِفَةٌ مّنْهُمْ أَن يُضِلّوكَ وَمَايُضِلّونَ إِلاّ أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَضُرّونَكَ مِن شَيْءٍ وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ عَظِيماً) النساء - 113
(هُوَ الّذِي بَعَثَ فِي الاُمّيّينَ رَسُولاً مّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكّيهِمْ وَيُعَلّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مّبِينٍ) الجمعة 2
(وَمَا كَانَ رَبّكَ مُهْلِكَ الْقُرَىَ حَتّىَ يَبْعَثَ فِيَ أُمّهَا رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنّا مُهْلِكِي الْقُرَىَ إِلاّ وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ) القصص 59
(فَاتّقُواْ اللّهَ يَأُوْلِي الألْبَابِ الّذِينَ آمَنُواْ قَدْ أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً رّسُولاً يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللّهِ مُبَيّنَاتٍ لّيُخْرِجَ الّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصّالِحَاتِ مِنَ الظّلُمَاتِ إِلَى النّورِ وَمَن يُؤْمِن بِاللّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُدْخِلْهُ جَنّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ اللّهُ لَهُ رِزْقاً) الطلاق 10: 11
(رَسُولٌ مّنَ اللّهِ يَتْلُو صُحُفاً مّطَهّرَةً) البينة 2
يتلو عليهم اياته
وليست التلاوة أن يأتي قراء حسنو الصوت لكي يقرءوا الآيات منغومة يستمع الناس إليها في المناسبات فيطربوا لموسيقاها ثم ينصرفون. لا. إن التلاوة معناها كما يقول الغزالي رسم منهج وبيان طريق وإعطاء صورة كاملة لملامح الإسلام في عقائده وعباداته وأخلاقه وأعماله فمن لم يتعلم عقائد الإسلام ولم يعرف منهجه وعريض قواعده وأصول منهجه كأنه لم يُتلَى عليه آياته( وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذاً لارتاب المبطلون) (العنكبوت 48)
(قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به فقد لبثت فيكم عمراً من قبله أفلا تعقلون) يونس 16
مواقف من تلاوة الرسول
الرسول يتلو على المشركين سورة النجم حين نزولها وهاهم مشركى قريش يستمعون الى تلاوة الرسول حتى ياخذ بالبابهم حتى يصل الى نهاية السورة قال تعالى (أَفَمِنْ هَـَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ وَتَضْحَكُونَ وَلاَ تَبْكُونَ وَأَنتُمْ سَامِدُونَ فَاسْجُدُواْ لِلّهِ وَاعْبُدُواْ) النجم59: 62 فاذا بمشركى قريش يسجدون لله تنفيذا لنص الاية القرانيه فهذا ان دل انما يدل على عظمة تلاوة الرسول الكريم وكيف كان ياخذ بالالباب والعقول
موقف اخر ماذا قال الوليد حين سمع القران قال ( ان عليه لطلاوة وان له لحلاوة وان اعلاه لمثمر وان اسفله لمغدق وانه يعلوا ولا يعلى عليه وانه ليس بقول البشر ) قال هذا وهو كافر

موقف اخر الرسول يقراء القران كل ليله فى حجرته ياتى خلسة الى الجدار كبار مشركى قريش يستمعون القران من الرسول ص وفى ليله اتى ابوجهل فوجد اباسفيان واذا بالاحنف بن شريق ايضا فقالوا لبعضهم لماذا اتيت .....

( ويزكيهم ) التزكيه
أصل الزكاة النماء والريع والطهارة والصلاح والمدح
والزكاء ما أخرجه الله تعالى من الثمر وأرض زكية طيبة وتأتي كذلك بمعنى المدح فتقول زكى فلان نفسه فلا يخرج معنى الزكاة في اللغة عما يزيد عن الشيء من خير سواء أكان نماء أو ثناء أو صفوة له.
وفي القرآن الكريم استخدم اللفظ بعدة معاني أولها الزكاة وهي العبادة المفروضة وقيل أن الأصل في الزكاة أنها تؤخذ من المال فتنقصه فلم سميت زكاة؟ والجواب أنها في مقياس الإسلام لا تنقص المال بل تزيده وتباركه ولذلك قال (ما نقص مال من صدقة) والآيات التي وردت فيها الزكاة كعبادة كثيرة وقد تجاوزت الثلاثين آية ولسنا بصدد الحديث عنها فالموضوع عن تزكية النفس وليس عن الزكاة (العبادة المفروضة) مع أن الزكاة من أولى الفروض التي تزكي النفس ولكن أتينا بها لتعم الفائدة إن شاء الرحمن جل وعلا.
والتزكية جاءت في القرآن الكريم على ثلاث استخدامات:
الأولى: نسبتها إلى الله تعالى في مثل قوله تعالى (ولكن الله يزكي من يشاء والله سميع عليم) النور21 لكون الله تعالى هو الذي ينعم بها على عباده
الثاني: نسبتها إلى سيدنا رسول الله في مثل قوله تعالى: (كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون) البقرة 151 باعتبار أنه واسطة في وصولها إلى الناس
الثالث: نسبتها إلى الإنسان نفسه في مثل قوله تعالى (قد أفلح من زكاها) الشمس 9 وفي قوله تعالى (فلا تزكوا أنفسكم(النجم 32واستعملت في هذه الحالة على معنيين محمود ومذموم (سنأتي على التفصيل إن شاء الرحمن جل وعلا
أما باقي استعمالات الكلمة فلم تخرج عن المعاني اللغوية الموضوعة لها وذلك مثل قوله تعالى (فلينظر أيها أزكى طعاما فليأتكم برزق منه) الكهف 19 فإنها جاءت بمعنى الأطيب وإن قال بعض المفسرين كالراغب الأصفهان وغيره أن معناها الطعام الحلال الذي لا يستوخم.
وجاءت بمعنى الصلاح وهو استخدام لغوي أيضا في مثل قوله تعالى (قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا) مريم 19
كما جاءت بمعنى الطهارة في قوله تعالى (قال أقتلت نفسا زكية بغير نفس) الكهف 74أي نفسا طاهرة لم تقترف ما تستحق عليه القتل
أما التزكية موضوع البحث فإليك البيان
جاءت التزكية على لسان سيدنا إبراهيم عليه وعلى رسولنا الصلاة والسلام في قوله تعالى(ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم) البقرة 129 وذلك عندما رفع إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام قواعد البيت تنفيذا لما أمرهما به الله تعالى.
وأرجح الأقوال في معنى التزكية هو تطهير النفس أي جعلهم أزكياء بما تلقوه من الرسول عليه السلام من القرآن والسنة أي بما جاء به الرسول من عند الله تعالى وجاءت آيات أخرى بنفس السياق قال تعالى كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون) البقرة 151 وقال تعالى(لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين) آل عمران 164وقال جل وعلا (هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين) الجمعة2 فهذه الآيات جاءت بالتلاوة والكتاب والحكمة والتزكية ولكنها اختلفت عن الآية التي جاءت على لسان سيدنا إبراهيم عليه السلام أنها قدمت التزكية فجعلتها بعد التلاوة أما تلك فأخرتها حيث جعلتها بعد التلاوة والكتاب والحكمة.
ولكن الملاحظ أن الآية 129 في البقرة جاءت على لسان سيدنا إبراهيم عليه السلام والآيات الأخر جاء الكلام فيها من الله جل وعلا مباشرة فهناك جاء الخطاب على لسان الرسول وهنا جاء الخطاب من الرحمن جل وعلا مباشرة وهذه ملاحظة لا بد من الانتباه إليها فسيدنا إبراهيم عليه السلام يقرر واقعا بترتيب معهود وهو أن أول الرسالة آيات تتلى ثم كتاب يكتمل ثم حكمة وهي السنة النبوية ثم التزكية وهي نتاج ذلك كله فذكر التزكية في آخر الترتيب وبعد الآيات التي تليت والكتاب الذي نزل والسنة التي جاءت تأتي التزكية في الآخر فخرج منها معنى التطهير من رجس الأوثان إذ لا لزوم للتطهير من الأوثان عند من آمن بالآيات وتلقى الكتاب وأخذ السنة.
أما الآيات الأخرى فقد جاءت التزكية فيها في الترتيب الثاني لأنها خطاب من الله تعالى لعباده، وفيه امتنان من الله على عباده بأن بعث فيهم هذا الرسول لينقذهم مما هم فيه لأن التزكية جاءت بعد تلاوة الآيات التي هي معجزة من الله تعالى وتوجب الإيمان به وحده عقلا مما يقطع بنبذ عبادة الأصنام التي كانت سائدة في ذلك العهد بعد حصول المعجزة، فشملت التزكية هنا ضمن ما شملته معنى التطهر من الأوثان ولو لاحظنا لوجدنا أن آية البقرة 129 مختومة بقوله تعالى (إنك أنت العزيز الحكيم) وهو ثناء من سيدنا إبراهيم عليه السلام لله تعالى أما الآيات الأخرى فقد ختمت الأولى منها بقوله تعالى(ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون) وختمت الآيتان بقوله تعالى: (وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين) وهذا امتنان من الله على عباده بأن هداهم للإسلام والله تعالى أعلم. وما أتيت به من نفسي ولكن من مراجعة كتب التفاسير وعلى الأخص روح المعاني للآلوسي والتحرير والتنوير لابن عاشور والمحرر الوجيز لابن عطية وتفاسير أخرى.
وعلى رأي الذين قالوا أن التزكية تكون في داخل النفس بتطهيرها وفي خارجها بالطاعات فإن آية البقرة 129 تكون وصفا لواقع النفس الخارجية والآيات الثلاث تكون وصفا لواقع النفس الداخلية وإن كان هذا التفسير بعيدا والله أعلم
التزكية بالأقوال مذمومة عند الفقهاء إلا في حالات وذلك أن يزكي المسلم نفسه أو غيره بالقول فيمدح نفسه لتقواه أو لكثرة طاعاته وقد يزيد فيقول عن نفسه أنه من أهل الجنة كما وقع بها أهل الكتاب والعياذ بالله (ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكي من يشاء ولا يظلمون فتيلا انظر كيف يفترون على الله الكذب وكفى به إثما مبينا) النساء 49-50وقال تعالى (وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما وإليه المصير) المائدة18 وما إلى ذلك، وهذا منهي عنه إذ قال تعالى )فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى) النجم 32 وفي حديث البخاري أن أم العلاء الأنصارية وكانت ممن بايع رسول الله أخبرته أن عثمان بن مظعون صار لهم في السكنى حين اقترعت الأنصار على سكنى المهاجرين قالت أم العلاء فاشتكى عثمان رضي الله عنه عندنا فمرضته حتى إذا توفي جعلناه في أثوابه فدخل علينا النبي فقلت رحمة الله عليك أبا السائب شهادتي عليك لقد أكرمك الله فقال رسول الله (وما يدريك أن الله أكرمه؟ قالت قلت لا أدري بأبي أنت وأمي يا رسول الله فمن؟ قال أما هو فقد جاءه والله اليقين والله إني لأرجو له الخير(والله ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل به) فالرسول يعلم أتباعه بعدم التزكية لأحد إلا كما قرر الفقهاء بعدم القطع وبتزكية الإمام أحدا ليقتدى به وكذلك تزكية الشهود وتزكية من يسأل عنه الخليفة ليعينه في مسئولية وتزكية من سأل عنه لزواج وغيره على أن تزكية الغير جاء فيها سعة كبيرة إذا تجنب المديح والنفاق وارتبطت بمشئية الله أو بكلمة (نحسبه والله حسيبه) ولكن تزكية المرء نفسه فإنه منهي عنها وليس من تزكية النفس أن يبين الإنسان عن نفسه أنه درس كذا وأنه يحفظ كذا ما لم يكن يقصد بذلك التعالي أو التفاخر فهذا أمر آخر
أما التزكية بالأفعال فهي المطلوبة وقد أسلفنا أن التزكية هي الطهارة عموما طهارة النفس من الآثام والأحقاد والحسد والغيرة، ونزوعها إلى صفاء النية وحسن الظن ولذلك عندما نتمعن في قوله تعالى (وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم) النور28 نجد أن الإنسان يأبى أن يقال له ارجع فأنت تضرب مسافة لزيارة أخ لك في الله وعندما تطرق بابه يخرج لك ويقول ارجع هكذا مع أنها لا تحصل بهذا الشكل فالغالبية لا يقولون ارجع ولكن يعتذر الواحد منهم آلاف الاعتذارات ويقسم أغلظ الأيمان كي لا يرجعك مكسور النفس ومع هذا يرجع الواحد وفي نفسه شيء، لماذا لم يستقبلني؟ يبدو أنه في قلبه شيء وهكذا تعمل الوساوس في الإنسان هنا يأتي الاختبار هل يتقبل المؤمن عذر أخيه المؤمن ويرجع صافي النفس هادئ البال طاردا وساوس الشيطان بعيدا عنه سأستشهد بحاله حدثت في عهد الصحابة يروي قتادة فيما رواه الطبري أن رجلا من المهاجرين قال: لقد طلبت عمري كله هذه الآية فما أدركتها (يقصد تطبيق الآية المذكورة) أن أستأذن على بعض إخواني فيقول لي:ارجع فأرجع وأنا مغتبط لقوله تعالى (وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم)انظر عاش عمره كله يتمنى أن يقول له أحدهم ارجع ولا يستقبله في بيته كي يفرح بتطبيق حكم شرعي قد يكون فيه كما يوسوس الشيطان امتهان أو احتقار أو تصغير
ولا يفوتك أخي الكريم أن تلاحظ أن التزكية هنا جاءت في تزكية النفس من الداخل وكذلك قوله تعالى (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون)النور30 أي إن غضوا ابصارهم فإن هذا من أسباب تزكية النفس فالالتزام بالطاعة يورث زكاة النفس ومنه حديث أبي أمامة الذي رواه الطبراني وأحمد (أن رسول الله قال ما من مسلم ينظر إلى امرأة أول رمقة ثم يغض بصره إلا أحدث الله له عبادة يجد حلاوتها) فالرجل عنده من الأسباب ما يجعله ينظر للمرأة وبخاصة إن كانت متبرجة أو ذات جمال أو تلفت النظروعملية مقاومة النظر إليها وتذكر الله جل وعلا والتعوذ من الشيطان كل ذلك يطهر النفس على أن كل ما من شأنه أن يضعف النفس، على الإنسان أن يتجنبه وأن يحذر منه فمثلا الخضوع بالقول عند النساء نجد أن المشكلة فيه لا تكمن في المرأة ولكن في مريض القلب (فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا) ذلك أن بعض النساء جعل الله لهن أصواتا ناعمة فيها من الرقة ما يجذب الرجال وهذا الصوت هو صوتها الطبيعي أي إنها لا تتصنعه هذه لا ذنب لها في صوتها فهو صوتها الذي خلقه الله ولكن المشكلة في مريض القلب الذي يسمع مثل هذه المرأة الفاضلة تتكلم معه في بيع أو شراء أو أمر من أمور الحياة فيظن في نفسه أنها تميع صوتها وتميله من أجل أن تلفت نظره إليها فيطمع بها لذا كان الحكم هو أن تنتبه المرأة لذلك فإن تحدثت مع الرجال تتحدث بشيء من خشونة الصوت وإن اصطنعتها وتحاول أن تبعد عذوبة الصوت عن السامع كي لا يظن فيها سوءا ومن ناحية أخرى على الرجل ألا يظن أنه كلما كلمته امرأة بصوت ناعم رقيق أنها تريد مغازلته أو لفت نظره إليها بل عليه أن يحسن الظن فيها فيقول لعلها لا تعرف الحكم الشرعي
إذن فملازمة الطاعات كالتواضع والزهد وتجنب آفات اللسان وعدم الفرح بالمديح من الغير والقيام بما فرض الله تعالى من سائر الفروض سواء أكانت فروضا ومندوبات تعشقها النفس كجمع المال والزواج واللهو المباح أو كانت مما تكرهه النفس كقول الحق وإنكار المنكر والجهاد في سبيل الله تعالى كل ذلك يزكي النفس ويطهرها من الآثام والأدران.
اللهم آت نفوسنا تقواها زكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها
ويعلمهم الكتاب
الذى يعلم الكتاب لابد وان يكون عنده علم الكتاب كله لكى يستطيع ان يعلمه وهنا لفت الانتباه الى مكانة النبى وعظمته عند ربه سبحانه وتعالى اذ ان الذى عنده علم من الكتاب ابهر به الناس حين اتى بعرش بلقيس من سبأ فى اليمن الى فلسطين (وزير سيدنا سليمان ) قال تعالى: (قَالَ الّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مّنَ الْكِتَابِ أَنَاْ آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِندَهُ قَالَ هَـَذَا مِن فَضْلِ رَبّي لِيَبْلُوَنِيَ أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنّ رَبّي غَنِيّ كَرِيمٌ) [سورة: النمل - الأية: 40]
وايضا سيدنا الخضر حينما التقى مع سيدنا موسى انظر ماذا فعل قال تعالى: (فَوَجَدَا عَبْداً مّنْ عِبَادِنَآ آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مّنْ عِندِنَا وَعَلّمْنَاهُ مِن لّدُنّا عِلْماً) [سورة: الكهف - الأية: 65]
والحكمة
ماهى الحكمة
إن الحكمة توحى: كما ورد في الآية 39 من سورة الإسراء تعقيبا على عدد من أوامر الله ونواهيه وتذكيرا لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: {ذلك مما أوحى إليك ربك من الحكمة}.
إن الحكمة تتلى: فكما ورد في الآية 34 من سورة الأحزاب من حديث الله سبحانه لزوجات النبي: {واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة إن الله كان لطيفا خبيرا}.
إن الحكمة هي وسيلة للدعوة: ففي الآية 125 من سورة النحل في إطار توجيه الله لنبيه: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن}.
إن الحكمة تستقى من أنباء الأمم السابقة: ففي الآيتين 4 و5 من سورة القمر حكاية عن قوم محمد صلى الله عليه وسلم: {ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجر، حكمة بالغة فما تغني النذر}.
إن الحكمة تؤتى إيتاء: كما ورد في ست من الآيات حكاية عن الأنبياء جميعا، وعن آل إبراهيم خاصة، ثم عن نبيه داود بوجه أخص، ثم عن عبده لقمان، ثم عن سائر خلقه:
ففي الآية 81 من سورة آل عمران يذكر لنا ميثاقه سبحانه مع أنبيائه: {وإذ أخد الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه}.وفي الآية 54 من سورة النساء حكاية عن آل إبراهيم: {أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما}. وفي الآية 251 من سورة البقرة حكاية عن قصة طالوت وجالوت: {فهزموهم بإذن الله وقتل داود جالوت وآتاه الله الملك والحكمة وعلمه مما يشاء}، وفي الآية 20 من سورة ص حكاية عن نبي الله داود أيضا: {وشددنا ملكه وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب}.وفي الآية 12 من سورة لقمان يتحدث عن إيتاء الله عبده لقمان الحكمة: {ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله}، وفي الآية 269 من سورة البقرة أيضا ينبئنا الله بنبأ عام عن بعض ممن يتفضل عليهم من خلقه عامة: {يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وما يذكر إلا أولوا الألباب}.
إن الحكمة تنزل من عند الله: كما ورد في الآيتين:الآية 231 من سورة البقرة في معرض تذكير الله لعباده المؤمنين بنعمته عليهم {واذكروا نعمة الله عليكم وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم به}، والآية 113 من سورة النساء في معرض تفضله سبحانه على نبيه وحبيبه محمد: {وأنزل عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما}.
إن الحكمة تتعلم: ففي ثلاث آيات منها نجد وصف الله لنبيه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم:فمن دعاء إبراهيم عليه السلام في الآية 129 من سورة البقرة: {ربنا وابعث فيهم رسولا يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم}.ومن حديث الله إلى عباده المؤمنين من أتباع الرسول صلى الله عليه وسلم ممتنا عليهم في الآية 151 من سورة البقرة: {كما أرسلنا فيكم رسولا يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون}.وفي معرض امتنان الله على عباده أيضا برسوله صلى الله عليه وسلم في الآية 2 من سورة الجمعة: {هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين}.- وفي آيتين من الآيات العشرين يتحدث سبحانه ممتنا على عبده ورسوله عيسى عليه السلام بأنه سبحانه قد علمه الحكمة:ففي معرض حديث الملائكة لمريم حول ابنها رسول الله عيسى عليه السلام في الآية 48 من سورة آل عمران: {ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل}.وفي معرض امتنان الله سبحانه عليه يوم القيامة في الآية 110 من سورة المائدة: {وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل}.
الحكمة هي:الميزان العقلي المستمد من الكتب والرسالات فيجعل الإنسان قادرًا على الحكم المنضبط على الأمور.وهي القدرة على إدراك السنن التي أحكم الله بها وحكم في الأنفس والآفاق.وهي القدرة على إدراك العاقبة والمآل والتي تدفع الإنسان إلى فعل الإيمان والخير.وهي ما ينتج عن كل ذلك من معانٍ في النفس والعقل ينطق بها اللسان.. وتجري بها الأقلام في نتاج فكري ملموس.
اسم الله "الحكيم" معرفا أو غير معرف ورد في 92 آية في 39 سورة من سور القرآن الكريم، وإذا ذهبنا معه لنتأمله في ارتباطه بأسمائه الأخرى في الآيات الواردة نجد أنه يرتبط بسبع من الأسماء الحسنى وهي: العزيز، والعليم، والخبير، والتواب، والعلي والواسع والحميد. وأن أكثر ارتباطه هو باسمه "العزيز" والذي ورد في 46 آية (أي نصف عدد الآيات الواردة)، وأن اسم الله "العزيز" والذي يعني "المنيع المتفرد المستكفي بنفسه" دائما وأبدا يسبق اسمه الحكيم في المواضع التي ورد فيها، وكأن العزة لا بد أن تكون سابقة للحكمة، فلا حكمة لذليل لأن الذليل لا بد أن يكون ذا نظر كليل للأمور، بينما العزيز لا تؤثر في نظره للأمور مؤثرات تشوش من حكمه عليها، وكأنه سبحانه يقول لعباده كن عزيزا بالعزيز.. تكن حكيما بالحكيم.
أما ارتباطه باسم الله العليم فقد ورد في 35 آية (أي أكثر من ثلث عدد الآيات الواردة)، في 29 آية منه سبق العليم الحكيم، وفي السبع آيات الأخرى تلاه، أي أن العليم للحكيم كالتزكية للحكمة.. بيئة له تحوطه من أمامه ومن خلفه، فالعلم يسبق الحكمة، كما أن الحكمة تنتج علما جديدا.أما ارتباطه باسم الله الخبير فقد ورد في أربع آيات، وجاء تاليا فيهما لاسم الله الحكيم، وكأن الخبرة تعززها الحكمة، أو تدعو إليها الحكمة؛ لأنه لكي يحكم على الأمور لا بد من العلم بها، والعلم والحكمة بأمر وكثرة النظر فيه تسوق إلى الحرص على اختبار الأمور والنظر في نتيجة ذلك، ومن ثم تأتي الخبرة بها.أما ارتباطه باسم الله العلي فقد ورد في آيتين والعلو صفة مذمومة للعبد، إذا تعالى على الناس وعلا عليهم {وإن فرعون لعال في الأرض}، {إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا} {الذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا}، وقد جاءت الآيتين إحداهما وصفا له سبحانه، والثانية تعبيرا عن منزلة كتابه (القرآن الكريم) بين سائر الكتب، وكأنهما خصوصيتان لله.. مصدر كل خير، ولكتابه بما حوى من حكمته سبحانه.أما ارتباطه بكل من اسمه التواب، والحميد والواسع، فقد وردت كل منهما في آية:فالتواب والذي يسبق الحكيم هو الذي يتوب على عباده، والتواب من عباده من يتوب إلى ربه ومن يتقبل من عباد الله الآخرين توبتهم إلى ربهم من إساءتهم في حقه، ومن ثم تأتي الحكمة تالية.أما الواسع والذي يسبق الحكيم أيضا فالواسع الذي يحيط بكل شيء من جميع جوانبه بعلمه ورحمته {ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما}، وكأن الحكيم لا بد له من علم واسع كما لا بد له من رحمة واسعة حتى يتحصل على الحكمة.أما الحميد والذي يأتي هنا بعد الحكيم فيعني الشاكر للناس حسن فعالهم، ومن ثم فإن من الحكمة أن يشكر الإنسان للناس فـ "من لم يشكر الناس لم يشكر الله".
من المعاني الواردة في القرآن أيضا وصف كتاب الله بـ"الحكيم" في أربعة مواضع:
في الآية 58 من سورة آل عمران: ذلك نتلوه عليك من الآيات والذكر الحكيم".
في الآية الأولى من سورة يونس: {ألر تلك آيات الكتاب الحكيم}.
وفي الآية الأولى من سورة لقمان: {ألم تلك آيات الكتاب الحكيم}.وفي الآية الثانية من سورة يس: {يس والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين}.وهو الكتاب الذي وصفه الله أيضا في الآية الأولى من سورة هود: {ألر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير}.من المعاني أيضا وصف ليلة القدر بأنها: {فيها يفرق كل أمر حكيم}.كما ورد وصف الله سبحانه في آيتين بأنه أحكم الحاكمين (الآية 45 من سورة هود، والآية 8 من سورة التين).مما سبق يمكننا أن نقول إن الله سبحانه وكتابه الحكيم هو مصدر الحكمة وهبا وكسبا، وأن اكتساب الحكمة من كتاب الله تأتي عبر التفكر والتأمل والتدبر الذي أمر به كتاب الله سبحانه، وهو الكتاب الذي يعلمنا منهج النظر في الأنباء والقصص، والخبرات والتجارب من خلال النظر فيما ورد منها في كتاب الله وصولا إلى "الحكمة البالغة".
هل للحكمة مقتضيات صفاتية وسلوكية؟
هذا مما تجيب عليه آيات الله في كل من سورة الإسراء (من الآية 22 {ولا تجعل مع الله إلها آخر...} إلى الآية 39 في قوله {ذلك مما أوحى إليك ربك من الحكمة}) وفي سورة لقمان من الآية 12 إلى الآية 19، ويمكننا أن نجمل تلك الصفات والسلوكيات فيما يلي:
عدم الإشراك بالله:
- {لا تجعل مع الله إلها آخر فتقعد مذموما مخذولا} (الإسراء).
- {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه..} (الإسراء).
- {يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم} (لقمان).
- {ومن كفر فإن الله غني حميد} (لقمان).
شكر الله: {ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه} (لقمان).البر بالوالدين:وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما * واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا}.. (الإسراء). الإنفاق في سبيل الله دون تبذير أو تقتير: {وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا * إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان بربه كفورا * وإما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها فقل لهم قولا ميسورا * ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا..}(الإسراء).
(إن الله الحكيم هو مصدر الحكمة كلها: تعليما وتنزيلا، ووحيا، وإيتاءً.
إن كتابه الحكيم هو مصدر ثان للحكمة تلاوة وتدبرا وتفكرا واستقاءً.
إن رسله الذين تعلموا وأوتوا ونزلت عليهم الحكمة هم مصدر ثان أيضا لتلمس الحكمة، سواء في أقوالهم أو أفعالهم أو سيرهم.
إن التأمل والتفكر والتدبر في أنباء الأمم السابقة والحاضرة في كليات أمورها وجزئياتها هو مصدر ثالث ودائم للحكمة ومن هنا يأتي حديث نبينا "الحكمة ضالة المؤمن...".
إن استقاء الحكمة ممن آتاهم الله الحكمة من عباده سواء أكان ذلك من أقوالهم أو من نتاج أقلامهم هو مصدر ثالث أيضا ودائم للحكمة.
إن الحكمة هي سبيلنا للدعوة والحركة في الناس نجيء بها إليهم ونسعى بها بينهم.
إنه لا بد لتحصيل الحكمة من العزة.. فلا حكمة لذليل.
إن بيئة الحكمة هي: تزكية وعلم، فلا بد لمن أراد الحكمة ألا يمل ولا يكل من تزكية نفسه ومن التزود بالعلم.
إن التواضع والتوبة على الناس، ووسعهم هي أمور تعين على تحصيل الحكمة.
إن للحكمة علامات: أولها توحيد الله وعدم الشرك به.. وثانيها شكر الله وحمده.. وشكر الناس، وثالثها الشكر لأغلى الناس بالبر بالوالدين وإن دعونا إلى الكفر، ورابعها فعل الخيرات.. وترك المنكرات.. سواء منها ما كان في حق الله..أو ما كان منها في حق عباد الله.
وأخيرا.. فلا حجر على فضل الله فهو سبحانه {يؤتي الحكمة من يشاء * ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا}.. فاللهم آتنا الحكمة.. قدرة.. ومعانيَ.. ونتاجًا.. إنك على ما تشاء قدير. )
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://molta9a-elahbab.yoo7.com
mimimirou
عضو ماسي
عضو ماسي
mimimirou


✿ ملاحظة ✿ ✿ ملاحظة ✿ : قوله تعالى ( لقد من الله على المؤمنين ) Oja81011
قوله تعالى ( لقد من الله على المؤمنين ) Untitl11
جنسي ✿ جنسي ✿ : انثى
نــقـــ ــاطـ ✿ نــقـــ ــاطـ ✿ : 18373
عـدد مساهـماتـيـ ✿ عـدد مساهـماتـيـ ✿ : 1980
مــ ـيلادي ✿ مــ ـيلادي ✿ : 17/01/1993
 تـاريخـ التسـجيلـ ✿ تـاريخـ التسـجيلـ ✿ : 13/05/2011
عــ ــمريـ ✿ عــ ــمريـ ✿ : 31
 أحلى دولة أعيش فيها ✿ أحلى دولة أعيش فيها ✿ : قوله تعالى ( لقد من الله على المؤمنين ) Jazaer10
قوله تعالى ( لقد من الله على المؤمنين ) Untitl12
الاحباب ✿ قوله تعالى ( لقد من الله على المؤمنين ) 1335131880425
المسمى ✿ المسمى ✿ : قوله تعالى ( لقد من الله على المؤمنين ) 856696808
مشروبي المفضل ✿ مشروبي المفضل ✿ : قوله تعالى ( لقد من الله على المؤمنين ) 7up
متصفحي ✿ متصفحي ✿ : قوله تعالى ( لقد من الله على المؤمنين ) 612
حقوق المنتدى حقوق المنتدى : قوله تعالى ( لقد من الله على المؤمنين ) L_php110

قوله تعالى ( لقد من الله على المؤمنين ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: قوله تعالى ( لقد من الله على المؤمنين )   قوله تعالى ( لقد من الله على المؤمنين ) I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 17, 2013 8:44 pm

15 15
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قوله تعالى ( لقد من الله على المؤمنين )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  تفسير قوله تعالى " إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش
» لاعجاز الغيبي في قوله تعالى : (فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا)
» مقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
» السلام عليكم ورحمه الله تعالى وبركاته
»  الّلي هووون يوحّد الله "لاإله إلا الله محمد رسول الله"

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات ملتقى الأحباب | © :: مكتبه الاسلامية :: منتدى المحاضرات و الخطب الاسلامية-
انتقل الى:  
معلومات عنك انت متسجل الدخول بأسم {زائر}. آخر زيارة لك الخميس يناير 01, 1970. لديك1مشاركة.
معلومات عن المنتدى اسم المنتدى :منتديات ملتقى الأحباب | ©. عمر المنتدى بالأيام :5003 يوم. عدد المواضيع في المنتدى :11761 موضوع. عدد الأعضاء : 2087 عضو. آخر عضو متسجل : عمار فمرحباُ به.

IP