كلام الكبار

يحكى أن ثلاثة صبية اجتمعوا للعب ذات مرة و بعدما كلوا من الركض،جلسوا تحت شجرة كبيرة و اقترح أحدهم أن
يلعبوا لعبة الكبار،فسألاه و ما لعبة الكبار،?فقال:أن يقول كل واحدة منا كلمة كبيرة لا يقولها سوى الكبار.
فقال الأول:جمل
فسألاه و لم الجمل؟
فقال:لأن الجمل حيوان كبير و ضخم و يعيش في الصحراء.
فقال الثاني:جبل
فسألاه و لم الجبل؟
فقال:لان الجبل كتلة ضخمة جدا،و تشعر بالرهبة حين تصعد لقمته
فنهض الثالث و قال:إني مضطر للذهاب لأن أبي ينتظرني لأعمل معه في الحقل!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يكاد حال الكثير منا يتماهى مع هذين الأولين،فنعتقد أننا نتحدث كلاما ضخما ضخامة جمل أو جبل،كلما ذكرنا كلمة ((كبيرة))
سواء أكانت بعيدة عن قاموسنا أم قريبة.فتسقط ضخامة الكلمة على الذات فتضخمها ايضا،و يضيق باب التواضع على صاحبه فلا يدخل منه الا عنوة!!

و الأغرب من ذلك يا سادة،أن كلام الكبار هذا لو دققت النظر في السياق الدي يأتي فيه،لاستحضرت في ذهنك أما أتاها المخاض.ثم تعتذر لها في نفسك!!
كيف؟

لانك تحس أن الكلمات الضخمة تشق على صاحبها و يتألم في البحث عنها،كما تتألم الأم حين يأتيها المخاض،و تعتذر للأم في هذا التشبيه،حين ترى أن الأم رغم ألامها فقد منحت (بفضل الله) حياة جديدة للوجود،في حين أن صاحبنا لا تجد سوى عقما في كلماته!!
يسميها للخروج من هذا المأزق،أو ليعطيها شيئا من شرعية الوجود اسم (فلسفة) أو (فن) !

أقول قولي هذا و أسأل الله أن يحفظنا من ثرثرة الكبار،و يرزقنا الذرية الصالحة.