عواصم - وكالات:
أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي
لحماس خالد مشعل في احتفال باتفاق المصالحة اقيم أمس الاربعاء في القاهرة
عزمهما على طي «صفحة الانقسام السوداء» وتجاوز اي عراقيل تعوق التنفيذ
الفعلي للاتفاق الذي اعتبره رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو
«ضربة قاسية للسلام».
وفي كلمته خلال الاحتفال، قال عباس ان «صفحة
الانقسام طويت الى الابد» واتهم اسرائيل ب»التذرع» بالمصالحة للتهرب من
السلام بينما شدد مشعل على ان حركته «مستعدة لدفع كل ثمن من اجل اتمام
المصالحة وتحويل النصوص الى واقع على الارض»، مضيفا «ان معركتنا الوحيدة مع
المحتل الاسرائيلي».
وتابع مشعل، «نحن نريد الاستعجال في الخروج من هذه
اللحظة الصعبة لنتفرغ لمشروعنا الوطني» وهو اقامة «دولة فلسطينية مستقلة
ذات سيادة على ارض الضفة والقطاع عاصمتها القدس الشريف ودون تنازل عن شبر
واحد او عن حق العودة».
وافتتح الاحتفال الرسمي باتفاق المصالحة، الذي
وقعته حركتا فتح وحماس وبقية الفصائل الفلسطينية، متأخرا حوالي ساعة وربع
الساعة عن موعده المحدد اصلا في الحادية عشرة بالتوقيت المحلي، بسبب خلافات
طرأت في اللحظات الاخيرة حول الترتيبات البروتوكولية للاحتفال، بحسب مصادر
فلسطينية.
وهذه هي المرة الاولى التي يلتقي فيها عباس ومشعل منذ
الاقتتال بين حركتيهما في قطاع غزة في العام 2007 الذي انتهى بسيطرة حماس
بالقوة على القطاع.
وقال نتانياهو أمس: «ما حدث اليوم في القاهرة هو
ضربة قاسية للسلام ونصرعظيم للارهاب». وكان طالب عباس الاسبوع الماضي
بالاختيار بين «المصالحة مع حماس وبين السلام». واجتمع عباس بعد الاحتفال
مع مشعل والامين العام لحركة الجهاد رمضان عبدالله شلح.
من جانبه دعا
الرئيس الاميركي الاسبق جيمي كارتر الحاصل على جائزة نوبل للسلام أمس
الولايات المتحدة والمجتمع الدولي الى دعم اتفاق المصالحة بين حركتي فتح
وحماس الفلسطينيتين، مؤكدا انه يمكن ان يقود الى احلال السلام في الشرق
الاوسط. وفي الضفة الغربية عمت اجواء الفرحة أمس بتوقيع اتفاق المصالحة حيث
قام شبان فلسطينيون بتوزيع الحلوى وسط مدينة رام الله التي اطلقت في
سمائها البالوانات احتفالاً بهذه المناسبة.
أما في غزة فقد تجمع مئات
الشبان في ميدان الجندي المجهول وسط المدينة رافعين الأعلام الفلسطينية
واللافتات المرحبة باتفاق المصالحة والمطالبة بحمايتها وتحقيقها على الأرض.
وأشاد الشبان بدور مصر في إنهاء الانقسام الفلسطيني وتحقيق الوفاق بين
الأطراف المتخاصمة.
وقد رحب رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض بدوره بتوقيع اتفاقية المصالحة معربا عن امله بالشروع الفوري بتنفيذ الاتفاق على الارض.