منتديات ملتقى الأحباب | ©
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات ملتقى الأحباب | ©

منتدى تربوي تعليمي عام ملتقى كل العرب و الجزائرين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
FacebookTwitter

 

 دواء الموت -

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
said
المدير العام
المدير العام
said


✿ ملاحظة ✿ ✿ ملاحظة ✿ : دواء الموت -  Oja81011
دواء الموت -  Untitl11
جنسي ✿ جنسي ✿ : ذكر
نــقـــ ــاطـ ✿ نــقـــ ــاطـ ✿ : 2147498644
عـدد مساهـماتـيـ ✿ عـدد مساهـماتـيـ ✿ : 7486
مــ ـيلادي ✿ مــ ـيلادي ✿ : 20/03/1990
 تـاريخـ التسـجيلـ ✿ تـاريخـ التسـجيلـ ✿ : 21/08/2010
عــ ــمريـ ✿ عــ ــمريـ ✿ : 34
المـوقـــــ ع ✿ المـوقـــــ ع ✿ : الشرق الجزائري
 أحلى دولة أعيش فيها ✿ أحلى دولة أعيش فيها ✿ : دواء الموت -  Jazaer10
دواء الموت -  Untitl12
مشروبي المفضل ✿ مشروبي المفضل ✿ : دواء الموت -  Cola
متصفحي ✿ متصفحي ✿ : دواء الموت -  211
حقوق المنتدى حقوق المنتدى : دواء الموت -  L_php110

دواء الموت -  Empty
مُساهمةموضوع: دواء الموت -    دواء الموت -  I_icon_minitimeالثلاثاء فبراير 22, 2011 5:36 am

دواء الموت -

بقلم زكي بيضون





لوحة لجوزف حرب.

صمتٌ أعمق من أن يقال

بإلحاح يفرك اللحظة بين أصابعه.

نظراته هزيلة كخيط من العتمة، دماغه يمضغ فكرة فارغة.

في لحظة لا يعود الترقب مجدياً، شمس تتضح عند الحافة وأولاد يلاعبون الدخّان.

تصاب أطرافه بالبلل، في حين تنسحب عيناه السوداوان إلى صمتٍ أعمق من أن يقال.



***

الفضاء المتدفق

جيئةً وذهاباً، ومن خلال مئة شخص تقريباً، ينسلّ عبر رصيف الانتظار الخاص بالمترو. يختلس اللحظة.

يقف فجأةً مصطدماً بالفضاء العشوائي الذي لا يفتأ يهوي في عينيه. جسمه يمسح احتمالات عديدة. أجسام الآخرين تبدو له خدعة.

يتذكر طفولته عندما كانت عيناه تجيدان التحليق، حينها كانت نظراته خفيفة لتمتطي الفضاء.

اليوم صار يرى العالم من خلال زجاجٍ عازل، قريب وشفاف إلى حد تستحيل رؤيته، لكنه يعرف أنه موجود.

لم تعد نظراته قادرة على الخروج والتحليق، بل صار عليها أن تكتفي بما يعلق بالزجاج إثر الإصطدام.

تخترق الصفارة أذنه كسكين من الماء. تنتابه دوخة خفيفة. ينهار الزجاج، لكن بدلاً من أن يحلّق تتقاذفه الأمواج.

ببطء يتهجّى معادلة اللحظة: جسده تحت العجلات، هو المركز الوحيد الثابت، للفضاء المتدفق، بين عينيه والقطار.



***

الوجه

لا أعرف أين أنا ولا أعرف إن كان وجهي أو وجه العالم، لكن إلفة غريبة
تعتريني. لا أستطيع أن أتبيّن ملامحه من شدة إرتجافه. أربّت عليه كحيوان
جريح، يزداد ارتعاده على إثر لمساتي. هو بارد كالثلج. أغطّيه بلحاف وأغمره
بجسدي، ششششش لا تخف يا صديقي، لن يسيء أحد فهمك بعد الآن. ينفجر
بالبكاء، لكن بدلاً من الدموع هو يذرف الثلج المتراكم...

***

عين القاتل

يقولون إن القاتل أعمى في عين الضحية

باعتبار أن الأموات لا يتكلمون، فأعتقد أن أول من رأى ذلك

كان قاتلاً.

***

الموت الأليف

ما أشد وطأته

ذلك الصمت المخصي في رأسي

ذلك الموت الأليف.



***

ثقب في الحاضر

ابتسامة مثلثة تكاد تكون فكرة. نظرة مستوية كسطح الماء. ثقب في الحاضر أو
انتظار لامتناه يعجز الزمن عن اللحاق به. السكوت لا يشترط معنى مسبقاً
لكن حضوري يظل موقفاً قهرياً. ربما عليّ أن أخرج من هنا.



***

رياضيات

بين نقطة وأخرى تليها

هناك رجل لامتناهٍ في الصغر

يفكر كثيراً

ولا يتقدم خطوة واحدة.

***

هدوء رشيق

هدوء رشيق

على حافة الصمت، الصمت لا يعود بديهياً

هدوء رشيق.



***

اللاشخص

أدخل غرفتي محيياً اللاشخص الذي كان يعتني بها أثناء غيابي وأعطيه الإذن بالإنصراف.

أنتفض لأخرج من سجن وجهي وابتسامتي الهزيلة. أُخرج مشاعري وأضعها على
الطاولة. ثم أهوي لأغوص صمتاً مثقلاً في سريري. كل ما أريده في تلك اللحظة
هو أن أغيب وأتلاشى مفسحاً مكاني لضوءٍ دافئ.

***

مطر

إمضِ فحسب، هادئاً وخفيفاً... كغيمة.

ولتهطل عنك الأشياء.



***

الطريق

لا أحد يبدأ من هنا. الطريق طويل ولا يدخله إلا الذين يبدأون من نهايتهم.
قال العجوز ذلك ثم أدار وجهه إلى المغيب ولم اعرف عن أي طريق يتحدث. بعد
ستين عاماً وقفتُ على الشاطئ نفسه، حدقتُ إلى المغيب ولم أر أيّ طريق.
إلاّ أنني أحببتُ أن ألقى فتى في مقتبل العمر وأردد له العبارة نفسها، عله
يبدأ من نهايتي.



***

أمومة مقبرة

أشارت جدتي إلى المقبرة وقالت: هنا يعيش الأموات.

كانت المقبرة تقع قبالة شرفة منزلنا المطلة على الشارع، وتشكل باغراونداً
هادئاً يمتد بسلام وإلى ما لا نهاية من وراء النهر الحديدي والناس
العشوائيين على ضفتيه.

أكملت جدتي: هكذا على الأقل في إمكان المرء أن يعرف مستقبله، مهما ابتعدت فستنتهي هناك.

لم يخفني كلامها فأنا طالما كنت سمعت أهلي يتكلمون عن الموتى بإجلال وكنت
مقتنعاً أنهم أشخاص مثاليون. كذلك كان مفهوم الأبدية قد سبق الموت إلى
مخيلتي الطفلية، ولم يكن شيء يخيفني أكثر من فكرة أن أهيم على وجهي في
العالم إلى ما لا نهاية.

مذّاك صار منظر المقبرة يُدخل الطمأنينة
إلى قلبي ومع الوقت صرت أرى فيها جانباً أمومياً وكنت مقتنعاً أنني عندما
وُلدتُ خرجتُ من أحد الأضرحة. صرت أفكر أني يوماً ما سأعود لأستلقي في
ضريحي الأم عند الأفق ومن هناك سأصغي بحنان إلى صخب العالم الذي يمضي من
بعيد على حافة حياتي المكتملة.



***

الواعظ والرياح

وقف الواعظ صارخاً على حافة بئرٍ لا قعر لها، فدغدغته الرياح العابثة بين رجليه.

قال الواعظ كلمته فأسكت بها مخلوقات الله كافة. مع ذلك دغدغته الرياح العابثة بين رجليه.

صرخ الواعظ حتى بحّ صوته وتصبب عرقاً، فأشفقت عليه الرياح العابثة وأنعشته قليلاً بين رجليه.

الرياح هي حركة السماء وفيها لا تتجاوز كلمات الواعظ معنى الهواء. الرياح
هي كلمة السماء وخلاصتها أن لا أحد يستطيع أن يرى داخل الهواء.


اعتقد أن هذا ما لا يعرفه كثيرون. بعد مضي ثلاثة عقود تقريباً على
المهرجان الأول في الضاحية الجنوبية لا تزال الرياح سيدة الموقف.

***

حافة

نظرات تنطلق في كل الإتجاهات كأنها حركة الفراغ نفسه المفتوح على وسعه
نحو النهاية. أغمض عيني، أُجَعْلِك المشهد في مخيلتي. أخال نفسي نقطة
ثابتة على حافة واقعٍ يهوي.

***

القصة الوحيدة

نسمع الكثير من القصص ونرويها، لكن قصة واحدة حقيقية لا أحد يريد أن يرويها، نتلهى بالقصص لننساها.



***

خاتمة

في النهاية سأبقى وحدي، أنتظر نهاية المسرحية حتى أصدّقها.

***

دواء الموت

دواء الموت! ماذا يعني هذا بحق الجحيم! تذكرت أن الكلمة أثارت فيَّ لحظة
من الغرابة في عيادة الطبيب. لديَّ ذاكرة ديكارتية نوعاً ما، ومن عادتها
أن تتجاهل ما لا يبدو لها منطقياً. لكنني لم اخطئ السمع، الآن وبكامل وضوح
اليقظة وفجاجتها (خصوصاً أنني في المترو) أمسك في يدي علبة في حجم العلبة
الخاصة بالأسبرين كتب عليها بخط كبير واستعراضي: دواء الموت.


هنا تذكرت جدتي. مذ كانت في الثالثة عشرة انتظرت دواءً يحمل هذا الإسم.
حين رأت التلفزيون للمرة الأولى فكرت أنها صارت قريبة. حين وصل الأميركان
إلى القمر فكّرت أنهم ما زالوا يتكتمون على الإختراع لإبقائه حكراً على
النخبة الضيقة. حين بدأ الحديث عن الإستنساخ ما عادت تفوّت مجلة علمية.
جدتي انتظرت كثيراً وأعياها الإنتظار وفي الخامسة والثمانين ماتت بقهرٍ
وكمد أين منهما غيظ جلجامش.

لكن غير معقول، لا بد أن شيئاً ما
فاتني. أخرجتُ قاموسي الإلكتروني لأبحث عن معنى رديف لكلمة mort
بالفرنسية. لا يوجد. حسناً لا بد أنها إستعارة فجة. هل بلغت المخيلة
الدعائية هذا الإنحطاط السوريالي؟ نتوقع من شركات الأدوية أن تكون اقل
إبتذالاً... فتحتُ العلبة وأخذت أقرأ الوصفة: الدواء يستعمل للزكام، حالات
الإرهاق إلخ. يحتوي على الصوديوم، الكالسيوم إلخ. وتباً! لم يكن الإسم
مجرد مغالطة! أخذت أقرأ بعينين مستثارتين ما كُتب بخطٍّ عريض في أسفل
العلبة: الدواء يضع الجسم في حالة من الموت الموقت لساعات عدة ويعدّ ثورة
في مجال صناعة المسكّنات. مع أنه لم ينزل إلى الأسواق إلاّ منذ ستة اشهر
فهو يحظى بثقة كبيرة في أوساط الأطباء ولم تسجل له أي أعراض جانبية حتى
الآن.

هنا خيِّل إليَّ أنني سبق أن سمعت بشكل عرضي كلاماً من هذا
القبيل ولم تهضمه ذاكرتي الديكارتية. لا بد أن تكون العاصفة قد مرت الآن
وكالعادة تصلني الأخبار على طبق بارد. عليَّ أن أسلّم أطروحة الدكتوراه
الخاصة بي قبل نهاية العام، ومنذ فترة أنا منقطع عن العالم الخارجي. كان
الطبيب متردداً قبل أن يصف لي الدواء وتعمد أن يكرر إسمه على مسمعي. لا بد
أن العديد من المرضى "ينقزون" منه. أو ربما لذلك علاقة بكوني عربيّاً. من
يدري، قد تكون صدرت فتوى...

أخذت أفكر في التغيير الذي يمكن أن
يحدثه ذلك، أن يصبح الموت جزءاً قابلاً للإستهلاك من الحياة اليومية ولا
يعود تابو ما ورائي. ثم انتبهت الى سطحية الفكرة، ما نخشاه في فكرة الموت
ليس المجهول أو الما وراء بل الموت نفسه، وليس موتاً هذا الذي نستيقظ منه. -
"عفواً آه - أترجم - Pardon". ثم أزحت للرجل ليجلس بجانبي. أخذت أستعيد
المشهد الذي مرّ أمام عيني منذ لحظات بدون أن أتابعه. المترو يتوقف، رجل
يدخل، يمر وسط أربع كنبات، يستأذنني بعينيه ثم يجلس، وضعية رأسه مقابل
الكتاب تدل على حركة داخلية، يعني يقرأ. المترو يكمل، أشياء كثيرة تمر. حين
تبدأ العتمة لا شيء يمر إلاّ ذكرى الأشياء. تلفوني يدق. هي صديقتي على
الخط.

- "مساء الخير عزيزي، كيف كان موعدك مع الطبيب؟".

- "إسمعي، إنني في المترو... عادي، قال إن المسألة بسيطة ووصف لي الموت كعلاج".

- "حسناً عزيزي، إلى الغد". وأقفلت.

كما توقعت، لم يكن في صوتها أدنى أثر للدهشة ¶
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://molta9a-elahbab.yoo7.com
f.torres
مشرف
مشرف
f.torres


دواء الموت -  Untitl11
جنسي ✿ جنسي ✿ : ذكر
نــقـــ ــاطـ ✿ نــقـــ ــاطـ ✿ : 15984
عـدد مساهـماتـيـ ✿ عـدد مساهـماتـيـ ✿ : 946
مــ ـيلادي ✿ مــ ـيلادي ✿ : 30/07/1992
 تـاريخـ التسـجيلـ ✿ تـاريخـ التسـجيلـ ✿ : 02/09/2010
عــ ــمريـ ✿ عــ ــمريـ ✿ : 31
المـوقـــــ ع ✿ المـوقـــــ ع ✿ : شرق الجزائر
دواء الموت -  Untitl12
حقوق المنتدى حقوق المنتدى : دواء الموت -  L_php110

دواء الموت -  Empty
مُساهمةموضوع: رد: دواء الموت -    دواء الموت -  I_icon_minitimeالجمعة فبراير 25, 2011 9:14 pm

موضوع رائع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://molta9a-elahbab.yoo7.com/forum.htm
 
دواء الموت -
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» جرح القلوب هل لها دواء ؟؟؟؟؟؟
» ماهو دواء الجروح
» لمن يتمنى الموت
» كل نفس ذائقة الموت
» هل بعد قرار الموت رجعة؟؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات ملتقى الأحباب | © :: المكتبه العامة :: المنتدى العام-
انتقل الى:  
معلومات عنك انت متسجل الدخول بأسم {زائر}. آخر زيارة لك . لديك1مشاركة.
معلومات عن المنتدى اسم المنتدى :منتديات ملتقى الأحباب | ©. عمر المنتدى بالأيام :4999 يوم. عدد المواضيع في المنتدى :11761 موضوع. عدد الأعضاء : 2087 عضو. آخر عضو متسجل : عمار فمرحباُ به.

IP