faiza عضو ماسي
جنسي ✿ : نــقـــ ــاطـ ✿ : 18304 عـدد مساهـماتـيـ ✿ : 1944 مــ ـيلادي ✿ : 23/04/1994 تـاريخـ التسـجيلـ ✿ : 25/12/2010 عــ ــمريـ ✿ : 29 أحلى دولة أعيش فيها ✿ : المسمى ✿ : مشروبي المفضل ✿ : متصفحي ✿ : حقوق المنتدى :
| موضوع: صراخٌ بلا صدى الأحد نوفمبر 11, 2012 8:19 pm | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقال أن ضربتين في الرأس تألمان، بل تهدّان. حدثت لي حادثة، وبعد مرور الوقت أردفتها أخرى.. مع أناس وكأنهم هم أنفسهم. فإليكم ذلك مع بعض التحوير وذلك لمقتضى الحال. ــــــــــ
مسالكٌ نَسيرُ الخطى في دُروبِها، وأيّامٌ نَحياها في لحظاتِ مخيلتِنا.. ولكن تبقى صدمة الواقعِ لها وقـعٌ مختلفٌ. أحبّتي، وخلاّني. ذروني أن أكتب خلجات نفسي الحقيقيةِ بينكم كما هي بلا تنميقٍ ولا تزويقٍ.. فمرّة تكون كالسيلِ الجارفِ تدمّرُ ما في طريقِها، ومرّة كماءِ الجداولِ تروي عطش النفسِ الحزينةِ. فأضع كل ذلك بين أيديكُم. لتقولوا كلمتكُم. إنّه ليحدوني إليكم ما يكنّهُ القلبُ، وتقرّهُ المشاعرُ.. فوجدتُ نفسي أكتبُ حروفاً .. وكلماتٍ.. ومعانٍ مؤلمةً قاسيةً موجعةً، تتزاحمُ و تضجُّ في أعماقي. تلك الكلمات فما هي إلاّ مجموعة من بقايا دموعٍ وأحزانٍ تجتاح مساحاتي لتخترق وجودي فأتوسد الهمومَ التي أصبح منبتها مني في حياتي. سأكتبُ خلجات ومشاعر ثائرة محترقة بحروفٍ يغلفها القلق والضجر إلى كل إنسانٍ له قلبٌ أو ألقى السمع وهو شهيدٌ. أحبّتي، وخلاّني. أ مكتوبٌ عليّ معاشرة الأحزان نفساً و فكراً و جسداً، بهذا الصمت الأبدي خلف حطامٍ من الكلماتِ. آهٍ! فلو كان الجسمُ من حديدٍ لذاب من صهدِ المواجهة وتفاصمَ، ولو كان القلبُ من فولاذٍ لأصابهُ الصدأُ و البلى فتهاوى كجذعِ نخلٍ خاويةٍ وارتطمَ. خلف حطـامٍ من الكلماتِ تراني أعيد شريطاً منَ الذكرياتِ، ووسط احتباسٍ منَ الهمساتِ صرختُ وأنا أبكي بحرقةٍ صرخةً سمعتها كل الكائنات ما عدا الذين هم من حولي، على ما فات...أتذكر الماضي وهو يختفي شيئاً فشيئاً. يا لها من صرخةٍ دَوتْ في أعماقِ وجداني ولكن لا من سامعٍ. أحبّتي، وخلاّني. أحاولُ الآن أن أطرحَ بعضاً من حروفٍ حزينةٍ محاولاً بأسلوبي وصدق أحاسيسي ومشاعري مع ثورة كلماتي، لتكتشفوا أنّ موسىً جارحة داخل صدري منقوشة بأظافر الزمن الحادة المسمومة التي غرسها ذلك العربي الذي قال لي يوماً، أنه أخي. نعم! صرخت، ولكن كان صراخي كذاك الصوت الأصم الذي لا يرجعه صدى. فصرتُ كالشارد الهائم الذي لم يجد هدىً. تعبتُ.. تعبتُ من الصراخ في أعماقي، والتشرد في خواطري وخلجات نفسي، فكّرتُ في أن أنامَ وأحلمَ، فغرِقتُ في السراب، انتهتِ الكلماتُ، وانتهى كل شيءٍ. تسترسلُ بعضُ المشاعر في خواطري ذكريات جميلة. ذكريات تعيدني للماضي الذي أصبح جزأً من الخيال، أتذكر شيئا حزينا فيبكيني، وقد يكون ذلك الشيء سعيداً فأبكيهِ وأتمنى عودته، لكن ما أقسى اللحظات التي أمر بها وأنا أتذكر الأشياء الجميلة التي لا تعود. لقد كتمتُ الغضبَ في جوفي إلى حد الانفجارِ، ومن حولي يقرأ وينظر لهمساتي باستهتارٍ، حتى جفت دموعي عند حاجتي للبكاء، أ هي قساوة الزمن تلتهم مني أجمل سنوات عمري؟ أم هي حياة بلا قدرٍ؟ آهٍ! كم هي قاسية هذه الحياة. أحبّتي، وخلاّني. عندما أشعر أني بلا أملٍ أسير لخواطري وصرخاتي الضائعة والمشوهة بحزنٍ وألمٍ مطليّاً بألوان السهر، أشعر وكأن النجوم تخنقني وأنا أكتب عن ضعفي ولحظات ألمي بعباراتٍ استوطنتها الظنون، وكلمات ضاع فيها المضمون. أكتبُ مقتطفات من جنون جنوني، لأرويَ حكايات عن فقر أحلامي وأحث نفسي الوحيدة على الصمت، لكي أشرد بأفكاري في بحر الآمال، لكني أتوه بين الواقع والخيال. ثمة أحلام تقودني إلى ازدحام متاهاتي فأحاول أن أتجرّع كؤوس النسيانِ، عسى أن أترجلَ عن ذلك الحصان الهرم من الذكريات النائمة، لأمتطي حصاناً من الواقع أتمنى عدم السقوط منه في أودية أخطائي العميقة، وحين أصحو على حزن معاناتي، أجمع حزن الأحزان وأترجمه فوق أوراقي دموعاً باكيةً، بصراخٍ أخرس. أحبّتي، وخلاّني. لم يبق لي سوى خواطري أعود بها من الماضي وألوذ بها من الحقيقة طرحتها، لأني أقسمت ألاّ أكتبَ بعد الآن قصائد مدحٍ لأشخاصٍ تاهوا في مستنقعات الحياة، ولن أكتبَ عبارات تجعل منَ الكوخِ قصراً، أو كلماتٍ تقنعت بالابتسام، وأنتظر أن يمطرَ شتائي أحزاناً لتزهر أشجاري آلاماً، وتثمر جروحاً أبيعها سمّاً قاتلاً انتقاماً من العربِ الذين شردوني والتهموا أيام زهرة عمري، ومن ثم رموني في منفى الحياة، بهذا الصمت الأبدي الذي لا ينتهي.
| |
|