الاكتئاب و نظرياته

- تعريفات الاكتئاب:
1-1- التعريف اللغوي:
ورد مصطلح الاكتئاب
في نصوص الحضارات القديمة فقد ميزه قدماء الإغريق كاضطراب في المزاج
،وكلمة "mélancolie" مشتقة من الكلمة الإغريقية أســــودmelan))
وصفراء(cholia)،وكذلك في النصوص الانجليزية القديمة حيث تشير كلمة
melancholia وهي الكلمة التي استخدمت طوال عدة قرون لوصف اضطراب المزاج.
وفي اللغة الانجليزية يحمل الاكتئاب
مصطلحdépression وهو يتكون من ثلاثة مقاطع (de-presh-un ) أما الفعل
يكتئب (de press)فقد اشتق من(Depressus) الذي اشتق من(depremère) كما
يستخدم بمعنى الانقباض.
أما إسم الاكتئاب
في اللغة العربية فهو مشتق من الفعل الثلاثي "كأب" ويشير هذا الفعل أيضا
إلى إسم الكآبة وهي تعني سوء الحال والانكسار من الحزن والأسى ،و"كأب" من
كئيب .
1-2- التعريف الاصطلاحي:
يعرف الاكتئاب في المعجم النفسي الكبير بأنه مرض نفسي يتميز بتغير عميق في الحالة المزاجية من الحزن والألم النفسي والتباطؤ النفسي الحركي .
1-2-1- تعار يف علماء النفس:
1-2-1-1- تعريف انجرامIngram 1994:
الاكتئاب إضطراب مزاجي أو وجداني ويتسم ذلك الإضطراب بانحرافات مزاجية تفوق التقلبات المزاجية الأخرى .
1-2-1-2- تعريف بيكBeeck:
إضطراب الاكتئاب
ما هو إلا استجابة لا تكيفية مبالغ فيها و تتم بوصفها نتيجة منطقية
لمجموعة التصورات أو الإدراكات السلبية للذات أو للموقف الخارجي أو
للمستقبل أو للعناصر.الثلاثة.مجتمعة.
1-2-1-3- تعريف بتروفسكي Petroveski 1985 :
الاكتئاب هو حالة من القنوط و اليأس وانقطاع الأمل و الخوف يصاحبها إتجاهات
سلبية وتغيرات في محيط الدافعية أو في القوى الدافعة المحركة للإنسان .
1-2-1-4- تعريف هاملتون Hamilton 2004:
إضطراب الاكتئاب
هو مرض نفسي يتصف بشعور عميق و دائم بالحزن أو اليأس أو فقدان الإهتمام
بالأشياء التي كانت يوما ما مصدرا للبهجة و يترافق ذلك مع إضطراب في
العمليات الذهنية .
1-2-1-5- تعريف فاخر عاقل 1977:
الاكتئاب حالة انفعالية تكون فيها الفاعلية النفسية و الجسدية منخفضة و غير
سارة و قد تكون سوية أو مرضية و تشير المرضية منها إلى اليأس و الشعور
الساحق بالعجز و التفاهة .
1-2-1-6- تعريف حامد زهران 1977 :
يعرفه على أنه حالة من الحزن الشديد المستمر، تنتج عن الظروف المحزنة
الأليمة وتعبر عن شيء مفقود كان المريض لا يعي المصدر الحقيقي لحزنه.
1-2-1-7-.تعريف.الطب.السيكاثري:

يعرف الاكتئاب
في الطب العقلي بأنه حالات مرضية ترتكز أساسا على نوعين من الافتراض من
جهة حدوث تغيير في المزاج المتمثل في التشاؤم، الشعور بعدم القدرة الاحتقار
وتأنيب الذات ومن جهة أخرى نجد تباطؤ في النشاط العام في السلوكات النفسية
الحركية وفي الوظائف العقلية.
1-2-1-8-.تعريف.موسوعة.علم.النفس.والتحليل.النفسي1933:
يعرف
الإكتئاب على أنه حالة من الإضطراب النفسي تبدو أكثر وضوحا في الجانب
الإنفعالي في شخصية المريض ، إذ تتميز بالحزن الشديد واليأس من الحياة ووخز
الضمير.
1-2-1-9-.تعريفDSM41999:

يتميز الإكتئاب بمزاج حزين كئيب ويسوده الغم بشكل غير عادي أو تلاشي
الإهتمام والبهجة في النشاطات اليومية بشكل ملحوظ وهذا يختلف عن حالة مريض
غير مكتئب .
1-2-1-10-.تعريف.التصنيف.العالمي.العاشرللإضطرابات.العقلية.وا لسلوكية:
يشير
الإكتئاب إلى مجموعة من الأعراض منها عدم القدرة على التركيز وإنخفاض
تقدير الذات.الشعور.بعدم.الأهمية،الشعور بالذنب،الإقدام.على.الإنتحار .
.
1-3-.التعريف.الإجرائي:

نلاحظ
من التعريفات السابقة أنها تعتمد في تعريفها للإكتئاب على وصفه بمجموعة من
الأعراض المرضية التي يمكن التعرف عليه من خلالها كاشتراكها في المزاج
السيء والضعف الحركي والنفسي والمعرفي فالاكتئاب هو إضطراب وجداني يغلب
عليه الإحساس بمشاعر الألم والحزن والقنوط مع هبوط في النشاط العام للفرد ،
كذلك يصحبه إنخفاض في تقدير الذات والشعور بالعجز ومشاعر الذنب إضافة إلى
فقدان الشهية وإنخفاض التنبيه الجنسي.
ي2-.أعراض.الإكتئاب:

يعتبر الطبيب الفرنسي الشهير (هنري آي Henri Ey ) أن
أهم مظهر من مظاهر الإكتئاب هو أن إدراك المرء للزمن يتغير ليس فقط أن يشعر
أن 24 ساعة تمر كأنها أسبوع ، ولكن أيضا الأهمية المتعلقة بالماضي والحاضر
لذلك فإن الماضي وليس المستقبل هو ما يستدعي انتباه.الشخص.المكتئب.

ومن الأعراض المهمة التي أشار إليها ( لوين LOWIN ) هو الإحساس بنقص
الطاقة وكذلك وجود مشاعر الألم والحزن واليأس واتهام الذات وتحقيرها وفقدان
الشهية وانخفاض التنبيه الجنسي ومشاعر الكآبة ولوم الذات والشعور بالوحدة
علاوة على مشاعر كراهية الذات وأحيانا الرغبة في تدميرها والشعور بالعجز
والإعياء والجمود والهياج والعدوانية أحيانا. .

وسنتطرق
فيما يلي إلى مجمل الأعراض بشيء من التفصيل :
2-1-الأعراض البدنية :
تتمثل في إضطراب الوزن ،فقدان الشهية والصداع، زيادة حموضة المعدة ، الشعور
بالغثيان والقيء والشعور بالدوران وكذلك كثرة الشكاوي الجسمية و الآلام
العضوية ، إضافة إلى ذلك.نذكر.مايلي:

2-1-1- سرعة التعب:
تظهر لدى المريض بالاكتئاب سرعة التعب والإرهاق وضعف الطاقة وآلام الظهر
والجسم إضافة إلى شحوب الوجه وبطء الحركة وضعف التنفس وقلة الحيوية.
2-1-2- ضعف مستوى النشاط الحركي:
إن نشاط الشخص المكتئب يكون أقل بشكل واضح مما كان عليه من قبل وليس من
النادر أن الشخص المكتئب يقضي يوما كاملا وهو جالس في مكانه دون أي نشاط
إيجابي أو نجده يقوم بنشاطات سلبية توفر له إزاحة القلق الداخلي وإسقاطه
على أشياء معينة كمحاولة للتعبير السلبي زيادة على ذلك يغلب على الشخص
المكتئب شعور بثقل في الصدر ،ثقل المسؤولية وشعور بعدم مسؤوليتهم عن
اكتئابهم فتزداد بذلك شكاويهم من الآخرين لأنهم يحملونهم ما لا يطيقونه.
2-2- الأعراض المعاشية:
تتمثل في إضطراب النوم ونقص الدافعية والنشاط الجنسي إضافة إلى فقدان
الشهية وسوء الهضم ، كذلك إضطراب معدل ضغط الدم ، آلام الحيض والنحافة ،
قلة الاحتلام الليلي وانقباضات الرحم المتكررة وتأخر موعد الطمث وإضطرابات
انتصاب العضو الذكري.

2-2-1- الإضطرابات الجنسية :
تتمثل في انخفاض الطاقة الجنسية الليبيدو ، ضف إلى ذلك النفور الجنسي الذي يؤدي إلى العجز والبرودة الجنسية.
2-2-2- الاضطرابات المعرفية :
تمس الوظائف المعرفية العامة والتصورات والتفكير وتتمثل في المظاهر التالية :
- انخفاض التدفق الفكري .
- انخفاض التركيز والانتباه والذاكرة.
- الشعور بالنقص وفقدان تقدير الذات واحتقارها .
- الشعور باليأس والتشاؤم .
- مفهوم سلبي حول الذات .
- شعور دائم بالضآلة و العجز و الشك في قدراته.
- عجز على اتخاذ القرارات بالفرار والاستسلام .
- الشعور بـالإثم وتأنيب الذات والحسرة والندم.
- انخفاض القدرات على الميل النقدي وتكرار آلي للنظرة السلبية والتشاؤمية نحو الذات والآخرين و المستقبل.
2-3-الأعراض الإجتماعية:
تعبر نسبة من المكتئبين عن صعوبة في التعامل و الاتصال بالآخرين، و تتخذ
هذه الصعوبة مظاهر عديدة منها عدم التكيف في علاقاته الاجتماعية ،إضافة إلى
توتر هذه العلاقات كما قد نجد بعض المكتئبين يعانون من صعوبة في تكوين
المهارات الإجتماعية خاصة في المواقف التي تتطلب منهم تأكيد الثقة في النفس
أو الدفاع عن الحقوق ونجده عبئا عليه وأخيرا قد يشعر البعض منهم بأنه وحيد
بلا حب ولا دعم .
2-3-1- أعراض مشاعر الذنب واللوم المرضي النفسي :
تغلب على المكتئبين مشاعر حادة من الذنب ولوم النفس فيصفون أنفسهم بأنهم
أسوأ الأفراد على الإطلاق كما أنهم يرون أنفسهم يستحقون ما يلم بهم من
ملمات أو اكتئاب ضريبة لسوئهم ، وهم يكونون عادة غير راضين على حياتهم
الماضية مع النظرة التشاؤمية للمستقبل .

2-3-2- أعراض الإكتئاب وفق تشخيص الأخصائي الرابع
( dsm4 )
1- المزاج الحزين أغلب الوقت تقريبا كل يوم .
2- انخفاض ملحوظ في الإهتمام والسعادة في كل شيء وفي الأنشطة في أغلب اليوم تقريبا .
3- زيادة أو نقص في الوزن دون عمل رجيم، من ناحية أخرى نقص أو زيادة في الشهية تقريبا كل يوم .
4- أرق أو أرق مفرط .
5- الهبوط أو التهيج النفس حركي تقريبا كل يوم.
6- الإرهاق أو التعب ونقص الطاقة تقريبا كل يوم.
7- مشاعر عدم القيمة أو الشعور المفرط أو غير الملائم بالذنب.
8- ضعف القدرة على التركيز والتفكير .
9 - تجدد الأفكار عن الموت أو تصور الإنتحار دون خطة خاصة أو محاولة الإنتحار أو خطة محددة للقيام على الإنتحار.
3- أنواع الإكتئاب:
هناك أنواع عديدة من الإكتئاب من حيث كونه عرض لإضطرابات أو مجموعة من
الأعراض أو عبارة عن تصنيف إكلينيكي في حد ذاته ونقدم أنواع الإكتئاب حسب
التصنيف التالي:
3-1- حسب الشدة:
3-1-1- الإكتئاب البسيط الحاد:
في هذا النوع يوجد شعور خفيف من الحزن وقلة النشاط وهو أكثر شيوعا وأقل شدة
،وأهم الأعراض الملاحظة هي : القلق،مشاعر الذنب ، ولوم الذات والأسف مع
اتصال بالواقع وإشباع للحاجيات مثل الأكل والنوم.
3-1-2- الإكتئاب الشديد:
هو عبارة عن تكثيف لأعراض الإكتئاب البسيط يعكس شعور المريض بالكراهية
والعدوانية تجاه الذات إضافة إلى الأسى والحزن وقد تصل الدرجة إلى حد
الإعاقة بدرجة مبالغ فيها حيث يبقى المريض دون نشاط طوال الوقت ولا يبدي
أي إهتمام بالعالم الخارجي ويكتفي بالنوم ويبدو المريض غارقا في الهموم
والأحزان .
3-2- حسب الأعراض:
3-2-1- الإكتئاب الإنسحابي الانحلالي:
هذا النوع يعبر عنه أحيانا بالاضطرابات الذهانية الإرتكاسية وهي تخص حالات
الميلانخوليا وهو يظهر غالبا عقب بداية انخفاض نشاط الفرد البيولوجي وأخذه
في التدهور والانحلال أو عقب تقاعد الفرد من مجال عمله أو سن اليأس عند
المرأة في انقطاع الدورة الشهرية أو بداية تدهور الكفاية الجنسية لدى
الرجال ويتميز هذا النوع بمظاهر القلق المصحوب بالشكوك والأفكار الوهمية
التي لا تستند إلى حقيقة.
3-2-2- الإكتئاب العصابي :
قد يكون الإكتئاب عرض من أعراض الفصام ويكون العلامة الأولى له ويكون قد
تطور إزاء شعور المريض بالتبدلات التي ظهرت على شخصيته وكذلك فإن المهدئات
التي تعطى للمريض بالفصام قد تكون سببا في اكتئابه.
3-2-3- الإكتئاب الإرتكاسي:
إن هذا النوع هو أكثر الأنواع انتشارا وحدوثا ويكون السبب الغالب في حدوثه
تعرض الفرد لخبرة مؤلمة أو حدثا مفاجئا كوفاة عزيز أو ظرف قاسي ويختلف عن
العادي لكونه أكثر شدة وأطول مدة وعادة ما يتعرض المريض إلى جهد انفعالي
كبير فيكون مهيأ لهذا النوع من الإكتئاب فهو يجابه المواقف بما تبقى لديه
من احتياط نفسي وجسدي وهو بذلك غير قادر على المواجهة كما يجب فيقع بذلك في
الإحباط ومن ثمة الإكتئاب وتتمثل أعراض هذا النوع فيما يلي :
- إحساس ذاتي بالأسى مع تشاؤم وإحساس بالإعياء والضعف .
- أفكار إكتئابية حول الخبرة الإنفعالية الراهنة التي أثارت الأعراض الجسدية مثل:انشغال المريض بصورة الفقيد وبذكرياته.
- نقمة على من حوله من أهل وأصدقاء لا سبب لها.
- إهمال أمور الحياة اليومية.
- عرضان أساسيان هما:القلق والهياج من جهة والخمول من جهة أخرى وتكون عند
الأفراد العاديين استجابة من نوع القلق مع الإحساس باليأس أما عند المرضى
فيظهر عندهم الانعزالية والشعور بالفراغ، وفي هذا النوع من الإكتئاب يشكو
أحيانا من إضطرابات عضوية وظيفية هذه الأعراض تظهر عقب الوهن النفسي و تدوم
لفترة طويلة .
3-2-4-.اكتئاب..الأمراض.العضوية:

يظهر الاكتئاب
في الأمراض العضوية الخطيرة مثل :السرطانات والأورام حيث يظهر بعد الإصابة
مباشرة مما يساعد في تأزم الوضعية النفسية والجسمية للمريض وتفاقم حدة
المرض خطرا ويكون الصفة السائدة قبل ظهور الأعراض الجسمية وبعدها .
كما تظهر الأعراض الاكتئابية في الأمراض العصبية مثل : مرض باركينسون parkinson
وفي الأمراض الغددية مثل : قصور الغدة الدرقية.
3-2-5- الإكتئاب العصابي:
هو إضطراب نفسي قد تطور بفعل تركيب غير سوي في الشخصية ومن الصعب تمييزه عن
الأمراض النفس جسمية وهنا يكون لدى المريض مزاج اكتئابي وتختلف الأعراض من
حيث شدتها ومدتها وأسبابها وتعود غالبا إلى الصراعات المكبوتة في اللاشعور
تمارس تأثيرها في شكل إحباطات مختلفة ومشكلات جنسية ومشاعر العدوان
المكبوتة تلعب دورا هاما في خلق هذا النوع من الإكتئاب .
3-2-6- الاكتئاب
الذهاني:
ه أكثر الأنواع خطورة حيث يشعر المريض باليأس التام والبؤس
والعجز وعدم القيمة كما تراوده فكرة الإنتحار بين فترة وأخرى ويكون مصحوبا
بأعراض ذهانية كالهذاء والهلاوس والهياج والإحساس بالعظمة والاضطهاد
مما سبق نلاحظ أن للإكتئاب أنواعا مختلفة لكل منها أعراض مختلفة:
3-3- الإكتئاب أحادي القطبية وثنائي القطبية:
3-3-1- الإكتئاب أحادي القطبية:
يتسم بحدوث نوبة اكتئاب عظمى واحدة أو أكثر بدون نوبات هوس ويشير كتيب
التشخيص الإحصائي الثالث المراجع (dsm3R) إلى أنه لابد من وجود خمسة أعراض
على الأقل من الأعراض السابقة الذكر.
3-3-2-.الإكتئاب.الموسمي.الوجداني:

هو نوع من الإكتئاب الذي يشيع عند بعض الأشخاص في بعض شهور السنة خاصة
الشتاء حيث النهار قصيرا والليل طويل وبالتالي كمية الضوء المتاحة قد تثير
عند البعض تزايد إفرازات بعض الهرمونات المرتبطة بالتعرض لفترات طويلة من
الظلام لهذا ينصح هؤلاء بالتعرض لأشعة الشمس خاصة قبل غروبها وتتمثل أعراضه
في الرغبة في الانعزال والميل للحزن وتناول الأطعمة الغنية بالدهون
والكربوهيدرات.
3-3-3- الإكتئاب ثنائي القطبية :
يتسم بحدوث نوبة أو أكثر من الهوس مع نوبة إكتئابية عظمى أو أكثر وينظر إلى
هذا النوع على أنه أشد خطرا لأنه لا يصيب مشاعر المريض فحسب بل قدراته
الأخرى بما فيها التفكير السليم وعلاقاته الإجتماعية وإدراكاته ومن تم يصبح
خطرا على نفسه بسبب إهماله لحاجاته الإنسانية والحيوية أو ارتكابه بعض
الحماقات الضارة به كالإنتحار الذي يتوج قمة يأسه وإحساسه بالعجز.
4- النظريات المفسرة للإكتئاب :
يعتبر الاكتئاب
من أبرز المشاكل النفسية التي تخص بأهمية كبرى على مستوى البحث النفسي
وعلى مستوى العلاج لذلك عدة نظريات نشطت في علم النفس لكي تقدم تفسيرها
للإكتئاب وعوامل نشأته إذ يقدم كل تفسير خطته العلاجية التي يسير وفقها
وبمقدار ما تقدم للمعالج النفسي خططا علاجية جديدة تزيد في فهمه للإكتئاب
تشخيصا وعلاجا ومن أهم النظريات المفسرة للإكتئاب والتي سنحاول التطرق
إليها هي الوراثية والبيوكيميائية السيكودينامية والسلوكية والمعرفية .
4-1- النظرية الوراثية :
يرى أنصار التفسير الوراثي أن هناك انتقال للإكتئاب عبر الأجيال وهذا ما يلاحظ عند دراسة الأسر التي تتميز بوجود حالات متعددة لمرضى الاكتئاب ومن خلال الدراسات النفسية فقد تبين زيادة نسبة الاكتئاب
في أسرة المريض يزيد بمقدار ثلاث أضعاف عن الأسر العادية وهذا ما يؤكد
العامل الوراثي في الإكتئاب كما يلاحظ أيضا ارتباطه ببعض الإضطرابات
النفسية التي لديها استعداد للإصابة بالاكتئاب كما أن هناك علاقة بين
الإكتئاب وأمراض نفسية أخرى كالفصام والصرع والإدمان والتخلف العقلي وفي
هذا المجال نجد الأطباء النفسيين حين يقومون بفحص حالات الإكتئاب لابد أن
يجمعوا معلومات حول الوالدين والأجداد والإخوة والأبناء وكل أقارب المريض .
و بالرغم من صعوبة تحديد العلاقة الدقيقة بين العامل الوراثي و الإكتئاب
إلا أن البحث في مجال الإكتئاب ثنائي القطبية قد كان أكثر نجاحا بسبب وضوح
المعايير التشخيصية ، وتشير دراسات التوائم إلى أن التركيب الوراثي يلعب
دورا مهما في نمو الإضطراب الاكتئابي ثنائي القطبية.
لكن تشير هذه الدراسات أيضا إلى وجود اختلافات بين التوائم و التي تعني
بالضرورة و جود عوامل أخرى؛ بمعنى أن المورثات الجينية هي مسؤولة
جزئيا فقط عن المرض .
إذن لابد أن تلتقي وتصطبغ بعوامل نفسية واجتماعية أخرى توجهها إلى المرض أو إلى الصحة .
4-2-.النظرية.البيوكيميائية:

يقوم أساس هذه العوامل على محاولة إيجاد تغيرات
بيوكيميائية في المواد العصبية الناقلة التي ربما تكون مسؤولة عن تطور
الإستجابة الإكتئابية وظهورها وقد اكتسب هذا التفسير أهمية كبيرة في
السنوات القليلة الماضية مع تقدم الوسائل الجديدة لفهم آلية عمل
الدماغ(التصوير بالرنين المغناطيسي) حيث كشفت بعض الدراسات عن ارتباط
الإكتئاب بتغيرات في وظيفة بعض الخلايا لدى مقارنة مجموعات من المكتئبين و
غير المكتئبين،حيث كشفت عن نشاط أقل في بعض مساحات دماغهم مما يفعل الأشخاص
غير المكتئبين.
ومؤخرا أجري تعديل بسيط على النظريات المرتبطة بالأمينات فلم يعد بعض
العلماء يعتقدون بأن نقص السيروتونين(sérotonine) أو زيادته هو ما يسبب
الإكتئاب أو الهوس و إنما بدلا من ذلك يفترض أن الشذوذ في واحد أو أكثر من
المستقبلات على غشاء العصب هو الذي قد يقود إلى حالة غير سوية للمزاج
ويستشهد الباحثون بالدلائل التالية:
أولا: أن الأعراض الجسدية للإكتئاب الشديد تدعم فكرة أن التغيرات العضوية
قد تكون ذات صلة ومن بينها: النشاط العصبي المتزايد كتسارع الخطى ،طقطقة
اليدين أو الإعياء الشديد، فتور الشعور اللامبالاة والكسل أو إضطرابات في
النوم ،تبدلات الشهية إلى الطعام ،صعوبة في التركيز، فقدان الرغبة الجنسية.
ثانيا: بعض العقاقير التي تستخدم في علاج ارتفاع ضغط الدم تؤدي إلى حدوث
نوبات اكتئاب لدى المعرضين للإصابة باضطرابات المزاج حيث تؤدي إلى انخفاض
مستوى الأمينات في المخ ومن ثم إلى تفجر النوبة الإكتئابية .
ثالثا: يصاحب نقص إفراز الغدة الدرقية أعراض إكتئابية شديدة في حوالي 40%
بل تبدأ الحالة أحيانا بهذه الأعراض النفسية قبل ظهور العلامات الجسدية
العضوية.
رابعا: تظهر الأعراض الإكتئابية عندما يتغير نشاط الهرمونات الجنسية (قبل الطمث،أثناءه في منتصف العمر تقريبا) .
إن هذه الأمينات يزداد إفرازها تحت ظروف الإثارة النفسية وإن نوعية العوامل
النفسية والبيئية تتحكم في إفراز كل من النورادرينالين والأدرينالين .
4-3- النظرية السيكودينامية:
إن النظرية السيكودينامية تنظر إلى الإكتئاب على أنه نتاج التفاعل بين الدوافع والجوانب الوجدانية بما فيها مشاعر الذنب والخسارة .
وفيما يلي سنتطرق إلى أبرز العلماء الذين تناولوا الإكتئاب في هذه النظرية :
4-3-1- وجهة نظر سيجموند فرويد SIGMUND FREUD:
أرجع فرويد الإكتئاب إلى الخبرات الفمية لدى الطفل التي عاشها إما بإشباع حاجاته أو بعدم
إشباعها،ومن ثم قد تنمو اعتمادية متزايدة في تقدير الذات لديه ،والاكتئابي
فرد يشعر دائما بأنه مهدد بتفجير شديد لعدوانيته ويصل خوف الاكتئابي ذروته
من عدوانيته التي يراها في المستوى اللاشعوري ،فهو يكتئب ليس لمجرد الفقدان
بل لأنه لم يستطع أن يحفظ الموضوع من الفقدان ،أي أنه لا يحب الموضوع في
ذاته و لا لذاته بل لأنه بحاجة إليه لكي يحتفظ باتزانه من حيث تنظيم
دفاعاته الغريزية ،فالعلاقة بين الاكتئابي وموضوعه تتسم بالنرجسية.
ويلاحظ في تفسير فرويد للإكتئاب أنه ينتج عن فقد لاشعوري بينما يكون الحزن العادي فقد شعوري.
4-3-2- وجهة نظر كارل أبراهام CARL ABRAHAM:
ركز على العلاقة بين المكتئب بموضوعات الحب والحاجة إلى الإرضاء،أو بالأحرى الفشل في الإرضاء الجنسي والحصول على الحب.
4-3-3- وجهة نظر ميلاني كلاين MELANIE CLEIN :
ترى أن الإكتئاب هو تذكر الخبرات المؤلمة التي مر بها الفرد وهو طفل.
4-3-4-.وجهة.نظر.باربرينج. BARBRING:

الإكتئاب يحدث نتيجة عجز الفرد عن تحقيق الحاجات النفسية له مما
يؤدي إلى صراع ذاتي ناتج عن شعور الفرد بالفشل في تلبية هذه الحاجات.
4-4-.النظرية.السلوكية:

هو المنهج الذي يعتمد على مبادئ التشريط الكلاسيكي وهو
يستخدم المنهج التجريبي في المجال الإكلينيكي ،ويقوم هذا الاتجاه على وجهة
نظر أساسية هي أن سلوك الإنسان مكتسب ومتعلم وهو بذلك يمكن ملاحظته ومن ثم
يمكن ضبطه واستبداله أو توجيهه ، بذلك ترى السلوكية أن الإكتئاب سلوك متعلم
شأنه شأن السلوكات الأخرى ،وبذلك فإن الإكتئاب يظهر عادة عند الأشخاص
الذين يعانون من حرمان في التعزيز الإيجابي وفق أساس من الإشراط الكلاسيكي
أو الإشراط الإيجابي .
4-4-1- لوينسون LOUINSON :
يرى أن الإكتئاب عبارة عن جملة من الإضطرابات ترجع إلى السلوكات ذات
التعزيز الإيجابي المحدود ،وهو بدوره يعود إلى عدم قدرة الفرد على القيام
بنشاطات تجلب له المكافأة ،بل تعود عليه بعقوبات.
4-4-2- سكينر SKINNER:
يرى أن الإكتئاب هو انطفاء ناتج عن حرمان كبير من التعزيزات الإيجابية ،مما
يؤدي إلى نقص المعلومات عن السلوكات الإيجابية ،مما يزيد في العزلة ،
وبذلك تكون المظاهر الإكتئابية هي المسيطرة .
4-4-3- سيلجمان SELGEMAN:
يرى أن القلق والذي هو استجابة أولية للمواقف الضاغطة يتم تحويله إلى
استجابة إكتئابية إذا اعتقد الفرد أنه لا يمكن تفادي أو ضبط المواقف،ويؤكد
على الطريقة التي يتعلم فيها كيف يدرك العلاقة بين النشاط والنتائج التي
يقف عاجزا أمامها ، وأن أي جهد سوف يكون جهدا ضائعا .
4-5-.النظرية.المعرفية:

يرى المعرفيون أن المعرفة تلعب دورا أساسيا في حدوث
واستمرار وعلاج الإكتئاب الإكلينيكي ومن بين الباحثين المعرفيين الذين
وضعوا نظريات تهدف إلى تفسير الإكتئاب بيكBECK و ريم REHM:
4-5-1- وجهة نظر بيك في تفسير الإكتئاب BECK:
من أشهر إسهاماته اقتراحه لفكرة العلاج المعرفي للإكتئاب وإعداد القائمة
لقياس الإكتئاب التي تعد من أشهرها على الإطلاق ،كما أنه أسس معهد للعلاج
المعرفي للإكتئاب ،وبالتالي يعتبر نموذج بيك1967 أكثر النماذج المعرفية
أصالة وتأثيرا حيث يمثل الصيغة المعرفية حجر الزاوية في نظرية بيك، فجميع
الأفراد يمتلكون صيغة معرفية تساعدهم في استبعادهم معلومات معينة غير
متعلقة ببيئاتهم والاحتفاظ بمعلومات هامة ،أما الأفراد المكتئبون فيمتلكون
كذلك صيغا ذاتية معرفية سلبية تستبعد على نحو انتقائي المعلومات الإيجابية
عن الذات وتبقي على المعلومات السلبية ،ويقترح بيك أنه عند نقطة معينة في
الطفولة ينمي الأفراد المكتئبون مثل هذه الصيغة ،وذلك بسبب النقد المتزايد
من الوالدين أو ربما بسبب شدة أحداث الحياة السلبية ،وحينما تقع أنواع
مماثلة من تلك الأحداث في الرشد ،فإن الصيغة السلبية تنشط ويبدأ المكتئبون
في غربلة خبراتهم الشخصية السلبية ويتصف النموذج المعرفي لبيك
Beck.بمايلي:
*- استدلال تعسفي أو خاطئ ، أي أن الفرد يصل إلى استنتاج معين دون وجود
دليل كاف. *- تجريد انتقائي يتم الوصول منه إلى استنتاج من خلال عنصر واحد
من العناصر الكثيرة الممكنة.
*- المبالغة في التعميم ،أو عمل استنتاج شامل من نقطة بدء تافهة .
*- التضخيم والتقليل اللذان يتضمنان أخطاء في الحكم على الأداء.
*- لوم الذات ،و إساءة تفسير الوقائع وفقا لأفكار سلبية واستنتاجات غير منطقية.
كما لاحظ بيك أن التشويه المعرفي الذي يتضمن المشكلات الخمس السابقة قد
يرجع إلى أن الأشخاص.المكتئبين.يعتقدون.ثلاثة.اعتقادات.سلبية.تشم ل.على:

*-.رأي.عن.الذات.باعتبارها.ذات.غير.قيمة.وقاصرة
*-.رأي.عن.العالم.باعتباره.متوحشا.وكريها.

*- رأي يائس عن المستقبل .
4-5-2- وجهة نظر ريم REHM في تفسير الإكتئاب :
قدم ريم تفسيره للإكتئاب على خطأ نموذج الضبط الذاتي الذي اقترحه كانفير
(1970-1971) والذي يوضح فيه استمرار سلوكات معينة في حال غياب التعزيز من
منطلق التغذية الراجعة لضبط الذات التكيفي ،واقترح كانفير،أن هناك ثلاث
عمليات متداخلة ترتبط بعملية تنظيم الذات وهي :
*- مراقبة الذات SELF MONITORING
*- تقييم الذات SELF EVOLUTION
*- تعزيز الذات SELF REINFORCEMENT
ثم كيف ريم هذا النموذج لكي يشرح الطبيعة متعددة المتغيرات للأعراض
الإكتئابية ،ولهذا تم تصور أعراض الإكتئاب على أنها انعكاس لست نقاط نقص
وعجز في سلوك ضبط الذات ،ففي مرحلة مراقبة الذات تتضمن نقاط النقص في
المراقبة الانتقائية للأحداث السلبية والمراقبة الانتقائية للنتائج الفورية
مقابل النتائج المؤجلة للسلوك .
وتتألف نقاط النقص في تقييم الذات من معايير داخلية صارمة وغزو المسؤولية
للذات بشكل غير دقيق (الفشل للذات والنجاح للآخر) ،أما نقاط النقص في
المرحلة الثالثة وهي تعزيز الذات فتتضمن مكافأة الذات بشكل غير كاف ومعاقبة
مبالغة فيها .
وتبعا لهذا النموذج يكون تنوع الأعراض في الإكتئاب السريري وظيفة لهذه
المجموعات المختلفة من نقاط النقص ،والأكثر من ذلك أن هذا النقص قد يجد
بدرجات مختلفة بين الأفراد يمكن ملاحظته قبل النوبة الإكتئابية ،وتكرار
حدوث نوبات الإكتئاب يكون أيضا وظيفة مشتركة بين الإرهاقات النفسية وفقا
لشدتها و المعاناة منها ومهارات ضبط الذات المتوفرة لمواجهة الحالة المسببة
للإرهاق .
وهكذا نرى أن ما يميز نموذج ضبط الذات لريمRehm هو تحديده و توحيده لمجموعة
واسعة من المتغيرات المعرفية والسلوكية التي تظهر لدى المكتئبين
كالانتقائية والقفز على النتائج والغزو الداخلي و الخارجي والتعزيز
والمراقبة الذاتية والمعايير المتشددة
5-.الإستجابة.الإكتئابية:
5-1-.تعريف.الإستجابة:

يمكن تعريف
الإستجابة الإكتئابية على أنها أعراض أو اضطرابات تعقب في العادة خبرة
صادمة وغالبا ما ينشغل المريض بالصدمة النفسية مثل فقدان شخص عزيز أو فقدان
أملاك وأشياء هامة وهكذا فإن البحث عن الخبرة الصادمة باعتبارها سبب
التبدل النفسي للخبرة تعتبر ذو أهمية كبيرة و تختلف أعراض الإستجابة
الإكتئابية عن الصورة المرضية للإكتئاب في كونها رد فعل عن الخبرة الصادمة
إضافة إلى اختلافها في حدة الأعراض وهذا في حالة المراهقين مثلا.
5-2- الإستجابة الإكتئابية عند المراهقين:
يشعر أغلب الناس بالحزن أحيانا فالشعور بالحزن هو جزء من الحياة الانفعالية
غير أن الطفل والمراهق الذي يشعر بالحزن كثيرا أو يشعر بقلق زائد لمدة
طويلة قد يكون لديه نوع من الإستجابات الإكتئابية قد يعبر المراهقون عن
استجابة إكتئابية لا تصل إلى حد الإضطراب وهذا كرد فعل عن الظروف المحيطة
بهم نظرا لتواجدهم في هذه المرحلة التي تتميز بالعديد من التغيرات الجسمية
والانفعالية وقد تواجههم صعوبات في التعرف على عواطفهم ووصفها ،فهم قد لا
يعرفون بعد كيف يعبرون عن أنفسهم بالكلمات بل يظهرون مشاعرهم عبر تصرفاتهم
وقد يسيء الآخرون فهم وتفسير هذه التصرفات على أنها تمثيل أو تمرد إلا أنها
قد تكون من سمات الإكتئاب.
إذ يمكن أن تكون طريقة التعبير الخاطئة حسب ما يفهمه الآخرون دلالات وأعراض
لإستجابات إكتئابية لدى المراهقين نتيجة ما يحيط بهم من ظروف وتغيرات في
مختلف النواحي الجسمية والنفسية والانفعالية …الخ .
قد لا يجد المراهق لها التفسير الصحيح وبذلك تكون لإستجاباتهم بطريقة يمكن أن تدخل ضمن إطار الإستجابة الإكتئابية في مختلف سماتها.
5-3- أعراض الإستجابة الإكتئابية :
لا تختلف كثيرا الأعراض في الإستجابة الإكتئابية عنها في الإكتئاب المرضي
السالف ذكره إلا أن الإختلاف يكون في شدة الأعراض ومدة بقائها وسنذكر فيما
يلي أهم الأعراض:
- شعور مستمر بالعجز واليأس وانعدام القيمة والذنب أو ضعف التقدير الذاتي.
- قلة الإهتمام بالأنشطة التي كانت في السابق مصدرا للمتعة .
- فقدان النشاط والحافز ووجود ضجر مستمرا.
- صعوبة في التركيز.
- تغيرات هامة في الشهية أو وزن الجسم.
- تفكير متكرر بالموت أو إيذاء النفس.
- شكاوي جسدية متكررة مثل : الصداع ،الآلام في العضلات ، آلام في المعدة والإرهاق.
- إزدياد الغضب أو للغضب السريع أو الأعمال العدائية أو السلوك الخطر .
- ثورات البكاء أو الصراخ أو الشكوى العائلية والغضب السريع بدون مبرر.
- غياب متكرر عن المدرسة أو آداء ضعيف (تحصيل مدرسي ضعيف ).
- الإدمان على الخمور أو المخدرات.
5-4- أعراض الإستجابة الإكتئابية في المراهقة :
يؤكد العلم الحديث أن المراهقة هي منعطف في حياة الإنسان التي تؤثر على
مدار حياته وسلوكه الإجتماعي والخلقي والنفسي ، وهي كذلك مرحلة عنيفة من
الناحية الانفعالية حيث تسود نفس المراهق ثورات تمتاز بالعنف والإندفاع ،
وتمر به مكن وقت لآخر أحاسيس بالضيق والألم وقد إختلف علماء النفس في تقسيم
أسباب هذه الاضطرابات الانفعالية التي تسود حياة المراهق فهناك من يردها
إلى ما يطرء من تغيرات على إفرازات الغدد، وهناك من يردها إلى العوامل
البيئية التي تحيط بالمراهق ويميز كذلك علماء النفس مرحلة المراهقة بعدة
انفعالات عنيفة منها:
1- تمتاز الفترة الأولى من المراهقة بأنها فترة انفعالات عنيفة إذ نلاحظ المراهق في هذه السنوات يثور لأتفه الأسباب شأنه شأن الصغار.
2- تتميز انفعالات المراهق بميزة أخرى وهي التقلب وعدم الثبات حيث من إنفعال إلى انفعال آخر في مدة قصيرة من الفرح إلى اليأس.
3- هناك ميزة أخرى تتصل بانفعالات المراهق هي أنه إذا أثير أو غضب لا
يستطيع أن يتحكم في مشاعره ومظاهره الخارجية حيث يصرخ ويعض ويرفس ويدفع
ويلقي بالأشياء ويكسر.
4- يتعرض المراهق في بعض الظروف لحالات من اليأس التي تحول بينه وبين تحقيق
أمانيه وينشأ عن هذا الإحباط انفعالات متضاربة وعواطف جامحة تدفعه في بعض
الأحيان إلى التفكير في الإنتحار .
يعتقد علماء النفس أن حساسية المراهق الإنفعالية واضطرابه الإنفعالي يرجع
إلى عدم قدرته على الإنسجام مع البيئة والوسط الذي يعيش فيه، إذ عندما لا
يستطيع التكيف مع هذه الأوضاع ربما يرجع إلى الإنكماش على نفسه والعيش في
عالمه الخاص ويظهر بعض المظاهر.الإكتئابية.التالية:

1-.صورة.سلبية.عن.الذات،اتهامات.الذات.لوم.الذات.
2-.رغبة.في.النكوص.ومعاقبة.الذات.

3-.مزاج.حزين،تشاؤم،.فتور.الشعور،وشعور.بالوحدة.
4-.فقدان.الإهتمام.وشلل.الحركة.

5- انخفاض مستوى النشاط، تباطؤ اللغة
والحركة وفي بعض الحالات النادرة هياج ونشاط زائد.

6-
اضطرابات إعاشية : تقيؤ ،إسهال ،اضطرابات جنسية ووظيفية، آلام طمثية .
7- فقدان
الليبيدو.
عبدالله عثمانية وأخرون : بحث حول الاستجابة الاكتئابية لدى الفتاة المراهقة المسعفة قسم علم النفس جامعة عنابة الجزائر2008-2007.