أيام من ذهب
·من
فضل الله تعالى على عباده أن جعل لهم مواسم للطاعات ، يستكثرون فيها من
العمل الصالح ، ويتنافسون فيها فيما يقربهم إلى ربهم ، والسعيد من اغتنم
تلك المواسم ، ولم يجعلها تمر عليه مروراً عابراً .. ومن هذه المواسم
الفاضلة عشر ذي الحجة ، وهي أيام شهد لها الرسول صلى الله عليه وسلم -
بأنها أفضل أيام الدنيا ، وحث على العمل الصالح فيها ؛ وقبل ذلك أقسم الله
تعالى بها ، وهذا وحده يكفيها شرقاً وفضلاً ، إذ العظيم لا يقسم إلا بعظيم ..
· وهذا
يستدعي من العبد أن يجتهد فيها ، ويكثر من الأعمال الصالحة ، وأن يحسن
استقبالها واغتنامها .. وفي هذه الرسالة بيان لفضل عشر ذي الحجة وفضل العمل
فيها , والأعمال المستحبة فيها .. نسأل الله تعالى أن يرزقنا حسن الاستفادة من هذه الأيام ، وأن يعيننا على اغتنامها على الوجه الذي يرضي .
فضائل هذه الأيام
· أقسم بها ربنا في كتابه الكريم .. فقال: ( والفجر * وليالٍ عشر * والشفع والوتر ) سورة الفجر : 1 – 3 .. والصحيح الذي عليه جمهور المفسرين أن الليالي العشر هي عشر ذي الحجة .. وقد أقسم الله بهذه العشر وذلك لفضلها وشرفها ..
أحب الأيام على الإطلاق .. قال - صلى الله عليه وسلم -: ( ما
من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر ، فقالوا: يا
رسول الله ، ولا الجهاد في سبيل الله ؟ .. قال : ولا الجهاد في سبيل الله ،
إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء ) رواه الترمذي ، وأصله في البخاري ..
وهذه الأيام هي أعظم أيام السنة , فعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ( ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه
من العمل فيهن من هذه العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد )
.. رواه أحمد وقال - صلى الله عليه وسلم - :- ( ما من أيام أحب إلى الله
أن يُتعبد له فيها من عشر ذي الحجة , يعدل صيام كل يوم منها بسنة وكل ليلة منها بقيام ليلة القدر ) رواه ابن ماجه والترمذي .
أفضل أيام الدنيا كلها
.. قال - صلى الله عليه وسلم - قال: ( أفضل أيام الدنيا أيام العشر - يعني
عشر ذي الحجة- قيل: ولا مثلهن في سبيل الله ؟ .. قال: ولا مثلهن في سبيل
الله إلا رجل عفر وجهه بالتراب ) رواه البزار وابن حبان والمعنى : إلا من استشهد في المعركة .
وفيها أعظم الأيام , يوم النحر الذي قال فيه النبي - صلى الله عليه وسلم:( أعظم الأيام عند الله يوم النحر ثم يوم القر )رواه أبو داود .. ويوم القر هو اليوم الذي يلي يوم النحر , لأن الناس يقرون فيه بمنى بعد أن فرغوا من الطواف والنحر واستراحوا .
وهى الأيام التي أعطاها الله لموسى - عليه السلام - كي يتم ميقاته أربعين ليلة ، قال تعالى : ( وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة ) سورة الأعراف : 142 ..
قال الحافظ ابن حجر في الفتح : ( والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه ، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيره ) .
صدق
أولا تصدق : عن الأوزاعى قال : بلغني أن العمل في اليوم من أيام العشر
كقدر غزوة يصام نهارها ويحرس ليلها إلا أن يختص امرؤ بشهادة .