الاعرابي والسبع والعشيقه

قال محمد بن خلف خرجت في طلب ضاله لي فاواني المبيت لخيمة اعرابي معه تلد من الغنم فقلت هل من قرى لي قال انزل فانزلت فثنى لي وسادة واقبل علي يحدثني ثم اتاني بقرى فاكلت منه فبينما انا بين النائم واليقظان اذا بفتاة قد اقبلت لم ارى مثلها جمالا وحسنا فجعلت تحدث الاعرابي ويحدثها ليس غير ذالك حتى طلوع الفجر ثم انصرفت. فقلت : والله لا ابرح موضعي هذا حتى اعرف ما بين الجارية والاعرابي قال : فمضيت اطلب في ضالتي يوما وعدت اليه عند الليل , فاتي بقرى فبينما انا بين النائم واليقظان وقد ابطأت الجارية في موعدها وقد قلق عليها الاعرابي فهو يذهب ويجي ويقول ما بال ميّة لم تاتي كعادتها اعاجلها طرب ام صدها شغل لكن قلبي عنكم ليس يشغله حتى الممات ومالي غيركم امل لو تعلمين ما بي من فراقكم لما اعتذرت ولا طالت لك العلل نفسي فداؤك قد احللتِ بي سقما يكاد من حرهِ الاعضاء تنفصل لو ان غادية من على جبل لماد وانهد من اركانهِ الجبل ثم اتاني فانبهني وقال: ان خلتي التي بالامس قد ابطات عني وبيني فلست امن عليها السبع فانظر هاهنا حتى اعلم علمها . فابطا الاعرابي قليلا ثم جاء بها يحملها واذا بالسبع قد اصابها فوضعها بين يدي واخذ سيفه ومضى فلم اشعر الا وقد جره مقتولا وانشد يقول الا ايها الليث المحمل بنفسه هبلت لقد جرصت يداك لنا شرا واخلفتني فردا وحيدا مُدَلّها وصَيَّرت آفاق البلاد لها قبرا أأصحب دهرا خانني بفراقها معاذ الهي ان اصير لها نزرا ثم اقبل علي فقال هذه بنت عمي كانت احب الناس الي فمنعني ابوها ان اتزوجها وزوجها لرجل من اهل هذا البلد فخرجت بمالي كله ورضيت بالمقام هنا كما ترى راعيا ابلا تُرعى لهم. لتاتيه ابنة عمه فيراها وتراه. فكانت اذا وجدت غفلة او خلوة من زوجها اتتني وحدثتني وحدثتها ليس شيئا غيره. وقد اليت على نفسي الا اعيش بعدها فاسالك بالحرمة التي جرت بيني وبينك أذا انا مت فكفني انا واياها بهذا الثوب وادفنا بمكاننا هذاواكتب على قبرنا هذا الشعر كنا على ظهرها والدهر في مهل والعيش يجمعنا والدار والوطن ففرق اهل الدهر بالتصريف الفتنا فاليوم يجمعنا في بطنها الكفن ثم اتكا على سيفه فخرج من ظهره فلففتهما كما قال .وكتبت الشعر كما امرني.